إعادة تعويم النظام السوري خطيئة!

رامي الريس (مجلة الخليج)

إذا، حزمت موسكو أمرها وأعدت العدة بتوجيه دعوات الحضور الى مؤتمر جنيف 3 من خلال تمهيد سياسي تولاه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي قال بوضوح إن المؤتمر “ليس لقاءً منفصلاً، بل عملية تفاوض ستتطلب توافر الإرادة السياسية والصبر والوقت”.

ولكن، للتذكير بالوقائع التاريخية، فإن العقدة الأساسية التي عطلت مفاعيل مؤتمري جنيف1 وجنيف2 كانت تتصل بمصير الرئيس السوري بشار الأسد وما إذا من المفترض أن يكون جزءاً من المرحلة الإنتقالية أم خارجها. والعقدة لا تزال ماثلة اليوم رغم الإنكسارات العسكرية والميدانية الكبيرة التي مُني بها النظام، ورغم الخسائر البشرية الفادحة التي تسبب بها هذا النظام بعد إصراره على “الحل الأمني” ثم “الحل العسكري”، فإنه قد يكون من المستغرب أن يكون بقاء الأسد موضع نقاش.

صحيح أن المخاوف العربية والإقليمية والدولية من الإنهيار التام لما تبقى من هيكل الدولة السورية قد إرتفعت في الآونة الأخيرة نتيجة التطورات الميدانية الخطيرة التي تكرس وقائع جديدة على الأرض تجعل التقسيم أكثر قابلية للتحقق، إلا أن ذلك لا يعني بأي شكل من الأشكال إعادة تعويم الأسد بعد كل الإرتكبات التي قام بها وآخرها مجزرة دوما! وللعلم، فإن النظام ذاته لم يعد يسيطر على أكثر من ربع مساحة سوريا ونصف السكان والباقي خرج تماماً عن سيطرته!

syria

كما أن، هناك إشكالية أخرى تتعلق بلجنة الرعاية الدولية التي تقترحها موسكو وتضم وفق الإقتراح كلاً من المملكة العربية السعودية وإيران وتركيا ومصر الى الولايات المتحدة الأميركية وروسيا. فهل من الممكن أن تتجاوز الرياض تحفظاتها المتنامية على الدور الإيراني المتنامي في عددٍ من الساحات العربية وآخرها في “حديقتها الخلفية” أي في اليمن بعد أن مولت وشجعت ودعمت الإنقلاب الحوثي؟

أما المجموعات الأربع المقترحة من موسكو للعمل ضمن إطار مؤتمر جنيف3، فهي: مجموعة لوضع الدستور السوري الجديد، فضلاً عن مجموعات لمعالجة الشؤون الآنية الأخرى كالشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار ومكافحة الإرهاب.

والنقاش المستمر حول تلك العلاقة الملتبسة بين مصير الأسد ونمو الحركات المتطرفة يطرح أكثر من علامة استفهام. فهل فعلاً يقاتل الأسد تلك المجموعات أم أنه يغذيها؟ أليس هو الذي يسحب جيشه أمام زحفها مخلياً أمامها المدن والقرى؟ وهل يمكن أساساً تبرئة نفسه من الإرهاب ذاته الذي يمارسه بأشكال متعددة كالبراميل المتفجرة والقصف بالطائرات فضلاً عن وسائل التعذيب الأخرى؟

لم يعد ممكناً التغاضي عن كل ذلك.. الشعب السوري يدفع الأثمان الباهظة كل يوم فيما البعض يبحث عن “جنس الملائكة”!

اقرأ أيضاً بقلم رامي الريس (مجلة الخليج)

بعد اعتداءات باريس.. كيف وصلنا إلى هنا؟

لبنان.. فرج رئاسي لن يأتي!

المسار “الشيطاني” بين واشنطن وطهران!

حروب الشرق الأوسط مرشحة للاستمرار طويلاً!

دلالات زيارة جنبلاط إلى السعودية

هل من آفاق للتغيير الحقيقي في لبنان؟

روسيا وإعادة تعويم النظام السوري!

مأساة المهاجرين: وجه أول من وجوه متعددة!

عن الحراك “الشعبي” في لبنان

الديكتاتوريات ولدت الفوضى وليس الثورات!

هل وصلت الحرب السوريّة إلى خواتيمها؟

هل تخدم الفوضى العربيّة سياسات واشنطن؟

لبنان.. عندما تُفلسف بعض القوى سياسة التعطيل!

اتفاق الغرب مع طهران: توسيع أم تقليص للنفوذ الإيراني؟

هل هي لعنة التاريخ أم الجغرافيا؟

الأمير سعود الفيصل: ديبلوماسية، شجاعة، اعتدال

لبنان على مفترق طرق… كما كان دائماً!