“الإنحراف في الحياة”/ بقلم كمال جنبلاط
16 أكتوبر 2018
عندما تجتاح الرجل الميوعة وتطغي على المرأة مظاهر الخشونة ، ويتمسك الناس بالمساواة الحسابية فيما بينهم – فكل يقلد الآخر تقليد الحجل للغراب، فما هدف أن يمشي مثله ونسي مشيته الأولى – عندما يحدث ذلك في مسار التذكر والتأنث، تنتاب الفرد والجماعة شتى ألوان الأنفعالات الانحرافية.
المرأة ولدت لتكون امرأة والرجل ولد ليكون رجل، وانما يلتقيان وينصهران في وحدة حب الزوجين او محبة الرجل والمرأة لاولادهما ذكورًا واناثاً… فالعائلة هي خلية طبيعية، واكاد اقول بيولوجية في حياة الانسان والمجتمع.
وهذه المظاهر من تقليد المرأة للرجل في الزي وفي التصرف وفي الاعتمال بالحياة، وتقليد الرجل للمرأة في ظاهر الامر وفي كوامن النفس والتفكر والشعور، هذه المظاهر من التقليد المنعكس تكون مصدرا لشتی الانحرافات الخلقية والجنسية، لان من تطبع بغير طابعه الاصلي المفروض وردت عليه مساوئ التنكر بثياب الغير وبصورهم… فلا نعجب من انتشار شتی الوان الرذيلة الجنسية والانحرافات المعارضة لطبيعة الانسان في ما نواجهه من اوضاع مردية وانحلالية للحضارة العصرية المتقدمة.
ولذا كان هذا العصر -عصر القلق، وعصر الطلب، وعصر غياب الفرح الذي تولده سلامة التوجه وسلامة العلاقات، وسلامة التباين في الوحدة، وسلامة الجهد، كما تفرضه قوانين الطبيعة ومسارات التقليد المتأصل الذي رافق ظهور الانسان.
*جريدة “الأنباء” – ١٩٧٤