ماذا يجري داخل أروقة بيت الكتائب المركزي؟

منذ فترة تشهد أروقة بيت الكتائب المركزي في الصيفي، وفي الغرف المقفلة الموزعة بين الصيفي والأشرفية وسن الفيل وبكفيا، سجالات لا تخلو من الحدة والانتقادات اللاذعة، لكنها لم تزل داخل المقرات الكتائبية ولم تطفُ بعد إلى السطوح وعبر الإعلام، ما يعني أن الأمور مازالت ممسوكة أقله في البيت الواحد، وداخل أسرة “الجميل” تحديداً. ولولا الدعوة التي وجهها النائب نديم الجميل لانقاذ الكتائب، والتدابير الصارمة من قبل رئيس الحزب النائب سامي الجميل بضرورة التقيد بالأنظمة التي نصّ عليها دستور الحزب ونظامه الداخلي، لكانت الأمور أفلتت من عقالها، وتحول ما يجري بالهمس إلى تجاذب في الإعلام وعبر الصحافة، وما أدراك ما الصحافة الصفراء والأقلام المأجورة والمستكتبين الرخيصين.

النائب السابق فادي الهبر أوضح في حديث لـ”الأنبــاء” أن ما يحصل داخل حزب الكتائب ليس خلافاً وليست هناك حالات تصدع وانشقاقات داخل صفوفه، بل مراجعة نقدية للفترة الماضية وخاصة فترة الانتخابات النيابية وما خلفته من تداعيات أدت إلى تقلص عدد نواب الحزب. وهي المرة الأولى التي يتدنى فيها عدد النواب في الكتائب إلى هذا الرقم. وهذا يؤشر إلى وجود خطأ ما في التحالفات تجري معالجته. كما أن الحزب يتحضر لمؤتمره العام الذي سينعقد في منتصف شباط من السنة المقبلة 2019 ومن الطبيعي أن تحصل نقاشات تتناول الفترة الحالية. فكل عضو من أعضاء المكتب السياسي يعتقد أنه يعمل لتطوير نظام الحزب. كاشفاً عن أسماء ثلاثة أعضاء فقط استقالوا من المكتب السياسي من بينهم بودي ريشا وشادي معربس وثالث من بكفيا.

الهبر أشار إلى أن سنة 2018 كانت صعبة على حزب الكتائب وخاصة في مرحلة الانتخابات التي كان لها تداعيات سلبية على الكتائب بسبب ما أشار إليه. ما يفرض على القيادة خطوات عملانية لاستيعاب ما حصل، وإعادة إستنهاض في كافة المناطق اللبنانية التي تتواجد فيها الكتائب. وقال: من الطبيعي أن يجري نقاش داخل القيادة حول معظم المسائل التي تهم الحزب. جازماً عدم وجود حالات انقسام في صفوف الكتائب. وأقر بوجود تباينات في المواقف لكنها لم تصل إلى الخلافات، وهذه الأمورهي من صلب العقيدة الكتائبية. وحول الخلاف بين النائبين سامي ونديم الجميل، نفى الهبر وجود خلافات في العمق. واصفاً ما جرى بأنه تباين في وجهات النظر لا أكثر ولا أقل.

وقال: الشيخ نديم يتمتع بكاريزما خاصة في صفوف الكتائبيين وهو شخصية محببة كونه نجل الشهيد بشير الجميل. أما الشيخ سامي فهو رجل قيادي من الطراز الأول ويتولى قيادة الحزب بروح من المسؤولية ويتمتع بدينامية قل نظيرها، ويمتاز بالحكمة وسداد الرأي في القيادة تخطت كل الذين سبقوه في قيادة الحزب. وهو منفتح على كل القوى السياسية، وتربطه صداقات شخصية متينة مع معظم القيادات السياسية، وفي مقدمهم رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، والنائب طوني فرنجية. كما يملك رؤية إنقاذية حبذا لو يأخذ المسؤولون بها لأمكنهم إنقاذ الوضع الاقتصادي مما يتخبط به. وهو الآن يقوم بمروحة اتصالات شملت رئيس الجمهورية والرئيس الحريري والرئيس بري ومعظم القيادات السياسية مقترحاً حكومة اختصاص لإنقاذ البلد. وإن موضوع الحريات مقدسة بالنسبة إليه. وقال لا خوف على الكتائب لأن كل الأمور ستعود إلى طبيعتها بعد المؤتمر.

 

*صبحي الدبيسي – “الأنباء”