فؤاد جبور شيخ الأوفياء

د. صلاح أبو الحسن

عرفناه فأحببناه وأحبنا. قلة ونادرون الذين هم من خامة وطينة فؤاد جبور خطّار. عرفته قبل ثلاثين عاما ومنه ومن امثاله كنا نتعلم الوفاء والإخلاص والنبل والشهامة والمرؤة. في الأيام الصعبة والقاسية لا تفتقدة لأنه هو الحاضر دائما وابدا.. وهو كان مع كوكبة من رفاقه الحاضر في المهمات الصعبة لا يتعب ولا يكل ولا يمل.. وهو الذي كان يقول: خدمة المختارة واجب لن نتخلى عنه وقدر كتب علينا.. ومن يتعب لا مكان له في المختارة..

فؤاد جبور كان رجل المهمات الصعبة والمعقدة ومهمته تذليل العقبات وتعبيد الطريق الى المختارة وهو خير ممثل لـ”الدار” وسيدها.. من المعلم كمال جنبلاط الى الرئيس وليد جنبلاط ومهماته لم تقتصر على الشوف والجبل بل وصلت الى جبل العرب..

في الإستحقاق “الإنتخابي” لم تكن بحاجة لطلب المساعدة بل كان الحاضر ابدا لأخذ المهمة اليومية فكان “دينامو” الماكينة الإنتحابية وكان ينقل الى “المختارة” الصورة الحقيقية والصادقة أياً كانت.. وهو الذي لا يحابي ولا يوارب ولا يجامل..

فؤاد جبور خطّار سنفتقدك كما تفتقد “دار المختارة” معك، كوكبة من الرفاق الأوفياء امثال ناصر حسن وفوزي عابد وحسيب الدبيسي وحسن سيف وسليمان رشيد الى العشرات بل المئات امثالاهم من الذين نبادلوا مع “الدار” كل الحب والوفاء..

والمختارة عبر تاريخها الطويل طالما احبت الأوفياء.. ولم تكترث يوما لعابري السبيل.. من الإنتهازيين والجاحدين والناكثين والوصوليين.. و”المختارة” تُمهل ولا تُهمل..

رحم الله فؤاد جبور.

(الأنباء)