الأسوأ “إدارة الظهر” للبنان!!

د. صلاح أبو الحسن

بداية، لا أحد في لبنان ولا في العالم العربي ولا الإسلامي يريد إسقاط سوريا..

ما يريده كل هؤلاء هو إسقاط النظام السوري.. اي إسقاط النظام المخابراتي الديكتاتوري الأمني الأسدي.. أو نظام العائلة المجرمة والفاسدة..

ولنتذكر، أن المظاهرات والاحتجاجات السلمية التي بدأت في درعا كانت “متواضعة” جدا.. محاكمة ومحاسبة عاطف نجيب.. ولعل ردّة الفعل الاولى آنذاك، بتهديم تماثيل الأسد الأب وتمزيق صور آل الأسد ومهاجمة مركز المخابرات، خير دليل، على أن مشكلة الشعب السوري كانت مع نظام العائلة وحاشيتها..

لا أحد يريد إسقاط سوريا.. قلب العروبة النابض.. ولا تدمير جيشها العربي الباسل.. الذي قدّم أغلى التضحيات..

ومن يرى أن العدو الإسرائيلي مرتاح لتدمير سوريا، وهذا صحيح وطبيعي من وجهة نظر عدو، كان عليه ان لا يساهم بتدميرها.. فالذي دمّر سوريا هو النظام الأسدي والذين دعموا هذا النظام البائد بالسلاح والمال والبراميل والميليشيات و”الفيتوات”..

وكان على “الممانعة” و”المقاومة” أن لا تدع إسرائيل “ترتاح” على الأقل، على مدى تسع سنوات.. بحجة انشغالها بمحاربة الشعب السوري “الشقيق”!!!..

نعم الأسد وحماته هم من دمروا سوريا ودمروا جيشها وتراثها وأهلها.. وطبعا ساهم في تدمير سوريا “الاصدقاء” الذين غضّوا الطرف والنظر عن جرائم الاسد الذي “جذب” الارهاب الى سوريا.. وعن انتهاكاته اليومية على مدى خمس سنوات..

وإذا كانت سوريا تدمّر لانها “ممانعة” فلماذا كان عليكم المساهمة العسكرية المباشرة بتدميرها وقتل شعبها.. دفاعا عن نظام مستبد وجائر؟؟!!..

تعيّرون التحالف “الخليجي” على فشله “الذريع”.. في اليمن.. بعد 107 ايام من القتال.. وتعتبرون الحرب السعودية وحلفاءها على اليمن “دون اهداف”..

ولكن، ماذا عن حرب الـ 1700 يوما على الشعب السوري والتي كان هدفها المعلن، حماية المقامات الدينية  وفيما بعد حماية ارباب النظام الفاسد؟؟!!..

هل تساءلتم يوما: كيف أن قتل الشعب السوري يخدم الممانعة.. وهل كانت لتكون سوريا ممانعة لولا شعبها البطل.. وما قيمة “الممانعة” من دون شعب تساهمون مع النظام بقتله وتجويعه وتشريده؟؟!!..

نعم، “الارهاب التكفيري خطير” وخطير جدا.. لأنه “يعتمد القتل على أساس ديني وليس سياسيا”.. كما تقولون، لكن هل قتل أن الشعب السوري ليس خطيرا.. وهل ننسى أن دخولكم “القصير” كان دينيا للدفاع عن أبناء الطائفة داخل الحدود السورية.. وغرقكم فيما بعد بالوحول السورية.. كان بحجة حماية مقام السيدة زينب وباقي المقامات الدينية.. فأين “الأساس السياسي” لدخولكم سوريا وقتل شعبها!!؟؟.. وهل التدخل في سوريا لأسباب دينية كان مجرد “خدعة” لمناصريكم وللشعب اللبناني؟؟..

ولماذا المسموح لكم ممنوع على سواكم؟؟ وهل استعمال طيران التحالف السعودي في اليمن جريمة وعدوان.. فيما قصف طيران النظام السوري لشعبه بالبراميل والكيماوي حق مشروع؟؟

ولماذا التحالف الإيراني الروسي ضد الشعب السوري ولحماية النظام تحالف “مقدّس”.. فيما التحالف الخليجي جريمة وعدوان؟؟..

وأخيرا، “النزول عن الشجرة” مطلوب من الجميع، مطلوب في لبنان أولا والنزول الى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية.. ومطلوب عدم “إدارة الظهر” للبنان والتورط في الحرب السورية رغما عن إرادة أكثر من نصف الشعب اللبناني وعدم تقديم المصالح الاقليمية على المصلحة الوطنية اللبنانية.. والمطلوب انزال مرشحكم “الميمون” وصهره “المغرور” عن الشجرة لتسهيل عمل المؤسسات الدستورية..

والمطلوب “النزول عن الشجرة” بالاقلاع عن نظرية “تصدير الثورة” والالتفات إلى الشعب الايراني الفقير.. والمطلوب مساهمتكم ومساهمة إيران وروسيا بانزال بشار الأسد وحاشيته عن شجرة السلطة.. والاصغاء لصوت الشعب الثائر على النظام الفاسد والمجرم في سوريا..

والمطلوب إحترام إرادة الشعب الأوكراني بالاستقلال والحرية، وعدم تصدير الأسلحة لقتل الشعب السوري.. والمطلوب إحترام إرادة الشعب السوري والنظر قليلا إلى مشعل الحرية في واشنطن والإقلاع عن عقد الصفقات النووية على حساب الشعوب الطامحة للحرية.. والمطلوب ممن يسمون انفسهم زورا “اصدقاء الشعب السوري” على حساب الصفقات التجارية.. ان يحترموا ديمقراطيتهم المشبوهة..

ويبقى الأسوأ لبنانيا “إدارة الظهر” للبنان!!