إخرس يا بوق الفتنة والعمالة!

د. صلاح أبو الحسن

السفيه سفيه.. ولو ملك جريدة صفراء.. ولو ملك قلماً “مرصعاً”.. وليس كل قلم يلمع.. يعكس أخلاق صاحبه.. صحيح أن الرد على السفاهة فيه شيء من تلوث اللسان والأخلاق.. لكن عندما يزداد العهر عن حدوده.. وعندما يتحدث العاهر كما الزانية عن الأخلاق.. فيصبح السكوت عن السفاهة والوضاعة والانحطاط.. غير مقبول..

وعندما يتحدث عميل رخيص ودنيء وبذيء من حثالة الصحافيين، فما علينا إلا وضع كمامات واقية لتحجب عنا الروائح الكريهة والملوثة من الوصول إلينا أو حتى المرور بقربنا..

هذا الرخيص نفسه، وقبل إغتيال الشهيد وسام الحسن بيوم واحد، كتب مقالا تناول فيه الشهيد بأقذع العبارات.. وأرخص الكلمات.. وإتهمه بالعمالة والخيانة والغباء والارتهان والرشوة و..

وفي اليوم التالي، لاستشهاد وسام الحسن، كتب رثاء، فيه الكثير من المبالغة ووضع الشهيد في أعلى هرم الاخلاق والوطنية والمناقبية والرجولة والعظمة والمصداقية والانسانية.. وعبّر عن إعتزازه بصداقته ومحبته ونبله ووفائه.. و.. العاهر قادر على قول الشيء ونقيضه في اليوم الواحد.. نعم، العهر والخبث والرياء ملح العملاء..

كان حتماً، كاذباً في هجائه للشهيد.. وكاذباً حتماً في “مديحه”، لأنه كان يحاول التراجع والتعويض عما كتبه في اليوم السابق..

عادة يكتب.. تحت تأثير الجرعات التي يتناولها.. ومعروف عنه أنه قلما يراه أحد إلا وهو مخمور مترنح ويكتب عادة تحت تأثير المخدرات وحبوب “الهلوسة”.. وجريمة وسام الحسن كانت أنه منعه من دخول الكازينو.. وسدّد عنه أحد المسؤولين السياسيين ديونه للكازينو حتى لا يدخل السجن.. وحتى السياسي الذي حماه.. لم يسلم من عهر قلمه..

اما إتهامه لزعيم وطني وعروبي كبير.. شامخ شموخ الجبل.. بالطائفية والتعصب فتدحضه المصالحة التاريخية في الجبل التي أرساها وليد جنبلاط جنباً إلى جنب مع الكاردينال نصرالله بطرس صفير ضمير لبنان..

ولا ننكر أبداً، أننا “نخاف” من أن يكون تفاهم المسيحيين قائماً على “تحالف الأقليات”.. الذي دفعنا ثمنه حرباً أهلية تسببت في خراب ودمار لبنان.. والكل يعرف أن “حلم” “تحالف الأقليات” بدأ مع قيام “الحلف الثلاثي” الطائفي الشهير عام 1968.. نعم نخاف على المسيحيين من بعض غلاة المسيحين.. المسيحيون ليسوا بحاجة إلى أعداء أو أخصام.. طالما لديهم أبواق حاقدة ومضللة.. يستمتعون بالاصغاء لها.. نعم، نخاف على المسيحيين وليس من المسيحيين..

قصر المختارة

المختارة لم تكن في يوم من الأيام “داراً” لفئة أو لطائفة، ولا داراً لاستعباد الناس، يا عبد المال، بل هي دار وطنية وعربية تحتضن الجميع من كل المذاهب والطوائف والملل والجنسيات والأعراق.. ودار إحتمى بها الكثير من الفارين من جور الأنظمة العربية الديكتاتورية، وإلتجأ إليها الكثير من المضطهدين اللبنانيين من كل المذاهب والاطياف السياسية المتنوعة، أيام الوصاية والجهاز الأمني المخابراتي اللبناني – السوري..

والمختارة الحريصة على أيقونات ومحتويات وكنوز دير المخلص وغيره من الكنائس والاديرة، التي لا تقدّر بثمن وكانت مهددة من “الغزاة” والبرابرة.. والتي حُفظت في قصر المختارة وجرى تسليمها لأصحابها بعد إنتهاء الحرب الأهلية.. لن تغريها أجراس الكنائس.. يا جرس وبوق الفتنة..

وللتذكير فقط، عندما دنّس الإسرائيليون أرض المختارة تصدّت لهم السيدة العظيمة الراحلة مي أرسلان إبنة الأمير شكيب أرسلان.. وقت كان، بعض من يدافع عنهم الكاتب “المخمور” يرتمون في أحضان إسرائيل.. ورائحة العمالة لا زالت تنضح منك ومنهم يا بوق الفتنة.. ومشكلتك يا بوق أنك تعيش من دون ذاكرة.. والعميل يفضل العيش من دون ذاكرة..

كفاك مزايدة بالمسيح والمسيحية وهم براء منك ومن رذالتك ومن عهرك وخيانتك.. يا “يوضاس”.. فأنت لم تنطق يوماً إلا لقاء أجر.. وأجرك رخيص.. وسيظل دم بعض المسيحين ينزف طالما هم يستمعون لأمثالك يا أرخص وأتفه الناس..

والجبل المتنوع.. زعزع إستقراره “غزاة الجبل” بعد أن دخلوه تحت الراية والحماية الإسرائيلية وهدّدوا أهله باقتلاعهم من أرضهم كما أنذروا المسيحيين المتعاونين مع الدروز بتهجيرهم..

وليد جنبلاط كان وسيبقى رمز الوفاء والاخلاص والشهامة والرجولة والوطنية والعروبة.. ولن تغبّر على قدمه كل أوساخك ودناءة أمثالك.. وإعلم أنك لا تستحق حتى أن نتسلّى بك.. أو أن نضيّع أو نهدر وقتنا عليك وعلى أمثالك.. يا تافه ويا بوق الفتنة..