“أبو عدس” الدرزي و”عهد” حزب الله

د. صلاح أبو الحسن

عودتنا مخابرات العالم العربي على إلقاء التهم الجاهزة والمعلبة. المتهم معروف حتى قبل حصول الجريمة. القضاء في هذه الأنظمة “يبصم” أو “يُبصّم” من قبل المخابرات على محضر التحقيق الصادر عن أجهزة القضاء.

في هذه الانظمة، المخابرات لا تكذب ولا يجوز أن “تُكذّب”، وويل لمن ينتقد أو يُشكّك. كلامها “مُنزل” ومقدّس..

التهم لعامة الناس “شتم سيادة الرئيس”. والتهم للمعارضين من فئة السياسيين والمفكرين والصحافيين و.. تهمتهم جاهزة “عملاء إسرائيل” ومكانهم الأبدي السجن “فرع فلسطين” لو أي قبو أو سرداب آخر. ولا تهم التسمية، والدارج اليوم تهمة “الإرهاب”.

في الفترة الأخيرة، بدأنا نسمع من كل فروع “الممانعة” في الإقليم، أن الجيش الحر وكل المعارضة السورية، وخاصة “جبهة النصرة” عملاء لإسرائيل.. وحدها “داعش” لم ترد على لائحة التعامل مع “العدو الاسرائيلي”!!… أمر غريب..

تعودنا سماع “الأسطوانة” ذاتها بعد كل تفجير أو إغتيال سياسي.. من كمال جنيلاط إلى رفيق الحريري.. مروراً بكل شهداء “ثورة الأرز”.. فوجئنا فقط بإتهام إسرائيل بقتل بشير الجميل فيما المنفذ من حزب لبناني – قومي أصيل.. لا تاريخ له بالتعامل مع “العدو”؟؟!!

فهل يحدث أن نسمع بعد حين أن إسرائيل المتهمة بإغتيال الحريري.. لكن التنفيذ لبناني – عربي – “ممانع” ؟؟!! أعوذ بالله.. وهل يمكن أن نتهم الممانعة بـ”العمالة”؟

إحترنا فعلا، قبل تشييع ضحايا تفجيري السويداء.. إتهم النظام السوري “جبهة النصرة”؟؟ ولماذا لم يتهم إسرائيل مباشرة.. طالما أن النصرة عميلة لإسرائيل وفق أدبياته؟؟!!

وطالما أن الشيخ وحيد البلعوس مُعاد للنظام السوري فلماذا تغتال النصرة عدو عدوها؟؟ وهل يمكن أن تكون “النصرة” عميلة للنظام الذي تقاتله بشراسة..

يبدو أن مدرسة إستغباء الناس صناعة “مخابراتية – ممانعة” وتخرّج منها حتى حلفاء الممانعة”. حتى الاستغباء فيه شيء من “العدوى”.. بات “معولما”؟

والسؤال، هل جبهة النصرة هي من قطع “الإنترنت” وكل وسائل التواصل الإجتماعي عن محافظة السويداء.. أم الأجهزة المخابراتية لمنع التواصل مع محافضة جبل العرب.. جبل قائد الثورة العربية السورية سلطان الأطرش.

“النتعة” الجديدة جاءت من “عهد” حزب الله.. بإتهام وليد جنبلاط صراحة بإغتيال الشهيد بلعوس.. وبأعمال الشغب في السويداء..

عود على بدء.. حزب الله والنظام السوري فبركا الشبح “أبو عدس” وأخرجا “شريطاً مصوراً” في قضية إغتيال الشهيد رفيق الحريري.. وإتهما إسرائيل وإتهما “السنة” بقتل الزعيم السني.. وإتهما أيضا المتطرفين الإسلاميين..

اليوم المشهد يتكرر.. فبركوا الشبح “أبو ترابة” في قضية إغتيال الشهيد الشيخ وحيد البلعوس..  وأخرج النظام السوري و”عهد” حزب الله” “شريطا مصورا” في قضية إغتيال الشهيد البلعوس.. واتهموا الزعيم الوطني والعربي وليد جنبلاط بالاغتيال.. بمعنى أن الدروز قتلوا الشهيد الدرزي..

وإتهموا أيضا المتطرفين الإسلاميين..

“تبخّر” الشبح “أبو عدس” السني.. وسيتبخر أبو عدس الدرزي.. بعد حين..  وكذب النظام السوري ومعه “عهد” حزب الله لا يستحقان أكثر من السخرية..

لن نعيب على النظام السوري ومخابراته “فبركاته”.. وقد تعودنا عليها وإعتاد عليها الشعب السوري.. الذي يزجّ بالسجون لمئات الآلاف بتهم “ترابية” أو “عدسية”..

إنما نعيب على حزب الله عبر “عهده” أن يسقط إلى هذا الدرك.. فيتحول إلى عضو “صغير” في “جوقة” زجّالي أو “دجّالي” النظام السوري.. يبدو أن سقوطه السياسي في وحول الحرب السورية إلى جانب نظام إستبدادي.. عوّده السقوط في أكثر من مكان.. وهل يخشى الغريق من البلل؟؟!!

البارحة سمعنا أحد معطلي الإنتخابات الرئاسية يطالب الآخرين إنتخاب رئيس “فورا”.. وأحد أبرز الفاسدين المسؤول عن تردي أوضاع الكهرباء يطالب الحكومة بتأمين الكهرباء 24/24!! وأحد أبرز المرتهنين للفقيه الإقليمي والممول منه بسخاء (أكثر من سبعين مليون دولار).. يعيّر الآخرين بالارتهان لدولة خليجية.. حقا لا “يستحون والذين إستحوا ماتوا”.. فعلا شلش الحيا “طق” وطلعت ريحتهم…

العهر والوقاحة أبرز ميزات “مدرسة الممانعين”.. وتلامذة الممانعين..

إغتالوا الشيخ المعارض الشهيد وحيد بلعوس.. ويريدون التبرؤ.. لامتصاص ردات الفعل والغليان في جبل العرب..

وليد جنبلاط أشرف وأنبل وأصدق وأوفى وأنقى.. من كل أدعياء القداسة والممانعة.. والفرر ليس في السويداء وحدها.. إنما في لبنان وفي كل مكان.. و”التحية، لجميع الشهداء والمعتقلين من الشعب السوري الأبي. فلتكن هذه المناسبة مناسبة إنتفاضة الجبل، جبل العرب، الجبل السوري الأشم في مواجهة النظام.. آن الأوان للشرفاء، وهم كثر، وهم الأكثرية في جبل العرب بأن ينتفضوا في مواجهة النظام الذي يريد القهر وخلق الفتنة مع إخوانهم من الشعب السوري”.

نعم، وليد جنبلاط يحرّض الدروز العرب على الانتفاض ضد الظلم…

وليعش سواه في منزلقات ووحول وحوش المخابرات…