الوفاء لقضية الشهداء…

هشام يحيى

ما بين مشهد مصالحة الجبل التاريخية المتجددة في دار المختارة لحماية صيغة لبنان وعيشه المشترك وتعدده وتنوعه وما بين الثالث عشر من آب ذكرى شهداء الحزب التقدمي الإشتراكي الذين ناضلوا وقدموا أرواحهم من أجل الدفاع عن العرض والارض والكرامة، هناك عهد ووعد وتأكيد راسخ على متابعة مسيرة الذين استشهدوا وجرحوا وتعوقوا وترملوا وتيتموا في سبيل أن نحيا أحرار، ونعيش اليوم جميعاً حياة عزيزة كريمة على أرض لبنان.

ولأن تكريم الشهداء لا يكون فقط بالمهرجانات والخطابات بل ايضا بالإنجازات الوطنية الكبرى التي تجسد قضيتهم لتبقى ذكراهم أبدا ودائما عابقة في النفوس مع رائحة هذه الأرض الطيبة الآبية التي ارتوت بدمائهم واحتضنت رفاته، كان اللقاء المتجدد الملتزم بقضية الشهداء من سيدة الدر في المختارة عبر المشهد الوطني الجامع الذي احتفل فيه الجبل مع جميع عائلات لبنان بحلول الذكرى الـ١٥ لمصالحة الجبل التاريخية بمناخ يعكس انحياز أهل الجبل للسلم الأهلي، وتمسكهم الراسخ بانتصار خيارات التفاهم والتوافق والعيش الوطني والمشترك وصيغة لبنان في الحرية والتعدد والتنوع التي ارساها رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط والبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير في العام 2001 وذلك على نحو الذي يرسخ ويعزز قيم ومبادئ الوحدة الوطنية والعيش الوطني المشترك التي بدورها تحفظ خصوصية لبنان في التعدد والتنوع، وتحصن ساحته في مواجهة كل التحديات والمخاطر المحدقة بسيادته وأمنه واستقراره.

Moukhtara -ph M Assaf-21
فتكريس مصالحة الجبل التاريخية هو تأكيد صارخ على انتصار قضية الشهداء على الفتنة التي ارادها عن سابق تصور وتصميم المجرمين القتلة الذين اغتالوا المعلم الشهيد كمال جنبلاط من أجل ضرب وحدة لبنان وتقسيمه وتفتيته إلى “كانتونات” طائفية ومذهبية متقاتلة ومتناحرة في آتون الحروب المظلمة… أما تدشين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اختتام اعمال ترميم كنيسة المختارة التاريخية التي تعود ملكيتها الى آل الخازن، أتى ليكون الحدث في توجيه الرسالة الأقوى من سيدة الدر في المختارة على أن جبل المعلم الشهيد كمال جنبلاط كان ولا يزال بتضحيات ونضالات شهدائه صمام أمان في وأد الفتن والتصدي للمؤامرات والأهوال والمخاطر المحدقة بلبنان، وهذا الأمر ليس بجديد طارئ على دار المختارة الآبية التي لطالما عرفت مع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط أبرز اللحظات الصعبة منذ أن لبس عباءة الزعامة بعد استشهاد المعلم كمال جنبلاط في 16 آذار 1976 على أيدي النظام البعثي السوري المجرم، ومرورا بإطلاقه أبرز المواقف الوطنية في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي ومشروعه في لبنان، وفي إنهاء الحرب الأهلية عبر إتفاق الطائف للعبور إلى مرحلة عودة لبنان إلى رحاب الدولة والأمن والإستقرار وانطلاق مسيرة الإنماء والإعمار، هذا بالإضافة إلى اطلاقه شرارة تحرير لبنان من الوصاية الأمنية السورية في 14 آذار 2005 بعد جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ففي حضرة مصالحة الجبل التاريخة من سيدة الدر في المختارة كانت التحية الأنصع إلى أبطال الحزب التقدمي الإشتراكي الذين استشهدوا من أجل حماية وحدة لبنان والدفاع عن عروبته وحرياته وتعدده وتنوعه، ومن خلال الكلمات التي أُطلقت في الذكرى الـ 15 للمصالحة التاريخية في الجبل كان العهد والوعد بأن سيدة الدر ودار المختارة هم أوفياء أمناء على قضية الشهداء هذه القضية الإنسانية التي حملها كمال جنبلاط وناضل في سبيلها حتى رمق الإستشهاد من أجل حرية الإنسان وكرامته في هذا الشرق الذي استيقظ مع تضحيات شهدائنا من كبوته للعبور نحو شرق جديد… وكيف لا وها هي اليوم قضية الشهداء قضية المعلم الشهيد كمال جنبلاط التي أسقطت السجن العربي الكبير تتفجر ربيعاً عربياً انسانياً حضارياً مستمراً حتى رمق العبور من كهوف الشرق إلى شرق جديد.

فمن سيدة الدر في قلب المختارة كان المثل والمثال على أن الإلتزام بقضية الشهداء هو واجب انساني أخلاقي ونضالي مستمر تجاه الذين لا يمكن أن نفي عطائهم بشيء مهما قلنا وقدمنا وفعلنا فهم من قدم الدماء في ساحة الشرف والحق، ليكونوا المثال والقدوة في التضحية والعطاء وليكونوا الشعلة المضيئة في تاريخنا وحاضرنا ومستقبل أجيالنا لتبقى قضيتهم في كل ثائر حر فينا وتنتصر انتصار الحق على الباطل.

اقرأ أيضاً بقلم هشام يحيى

لهذه الأسباب لن ينالوا من وليد جنبلاط وحزبه وجبله!

قاتل الأطفال هو نفسه في غزة وحلب!

قناة التشبيح والأشباح!

ظاهرة التعنيف من أسباب تخلف مجتمعاتنا!

لبنان والمحاسبة السياسية

هل هو نبش للقبور أم تزوير للتاريخ؟

ميشال سماحة والمصير البائد

لبنان وقدر لعبة الأمم

ليس دفاعا بل انصافا للحقيقة ولوليد جنبلاط

6 كانون ثورة متجددة في عالم الإنسان

#الحراك_والاستقلال

ميثاقية أم غوغائية انتحارية؟!

#طفلة_الصحافة_المدللة

التدخل الروسي: آخر أيام الطاغية

#بدو_كرسي_لو_عمكب

ماذا يعني أن تكون “معروفيا” عربيا؟

معركة القلمون و”شيعة السفارة”

النخبة الممانعة وخطايا النظريات القاتلة..!

” توترات السيد”..!

الاتفاق النووي و “الشيزوفرانيا” العربية!