#طفلة_الصحافة_المدللة

هشام يحيى

لا يمكن لأحد أن يتنكر لفظاعة الألم و الخسارة الكبيرة التي حلت بلبنان يوم تفذ المجرمون جريمة اغتيال الصحافي الوطني الشهيد جبران تويني شهيد الحريات والصحافة الحرة و ثورة الأرز التي نجحت بفعل قيادة وحكمة وعقلانية وشجاعة النائب وليد جنبلاط كرأس حربة في هذه الثورة  إلى اخراج الجيش السوري من لبنان والى اسقاط النظام الأمني السوري – اللبناني وانشاء المحكمة الدولية التي تعتبر انجازا كبيرا يسجل في مسار وقف مسلسل الاغتيال السياسي في لبنان.

إلا أن هذه العاطفة الكبيرة المصحوبة بكل مشاعر الاحترام تجاه مسيرة نضال الشهيد جبران تويني في ثورة الأرز، لا يمنعنا وبكل موضوعية أن نوجه نقدنا إلى طفلته التي تخلط الأمور بشكل نافر في كتاباتها غير الموفقة إلى درجة أن ما تقدمه طفلة الصحافة المدللة التي ورثت العمل الصحفي بالعمى السياسي والصحفي والإعلامي بات ينم عن خلفية تترنح بين الضياع وافتقاد الحد الأدنى من المتابعة والمواكبة للمواضيع وكأن من يكتب هذه المقالات يعيش في واد والبلاد بهمومها ومشاكلها وأوجاع ومعاناة ناسها بواد آخر لا علاقة له ببصيرة ووعي تلك الطفلة الصحفية ولا بقلمها التائه عن كل موضوعية وعن الحد الأدنى من المسؤولية في مقاربتها وطرحها للمواضيع بشكل منحرف لا يخدم قضية لبنان الحرية والسيادة والاستقلال والتعدد والتنوع التي سقط من أجلها الشهيد جبران تويني وغيره من شهداء ثورة الأرز.

أما المثال على هذا الإنحراف في مقاربة القضايا وطرح المواضيع، هي الخلفية الساذجة التي تفتقت بها مخيلة وأفكار الطفلة “الصحفية” – المفترض أن تكون على قدر عزم ومسؤولية  أهل الصحافة  كونها وريثة الشهيد جبران تويني وحفيدة الأستاذ الكبير غسان تويني – في مقالة بعنوان “إلى جنبلاط وبري والسنيورة” على صفحات جريدة النهار، وذلك عبر توجهها بالأسئلة إلى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري والرئيس فؤاد السنيورة لحل أزمة النفايات.

مع العلم أن ابسط المتابعين لهذه الأزمة يدركون بكل بساطة بأن أكثر الجهود التي تبذل في هذا الملف على مستوى الدولة اللبنانية،  هي من قبل النائب جنبلاط وفريقه السياسي ولعل ما بذله وقدمه من جهود وتضحيات وزير الحزب التقدمي الإشتراكي الأستاذ أكرم شهيب هو الدليل القاطع على هذا الأمر… وعلى الرغم أيضا من ان النائب جنبلاط قد تحمل في منطقته النفايات عن كل لبنان في مطمر الناعمة – عين درافير لأكثر من 17 سنة والذي جرى التمديد له مرارا وتكرارا بمبادرات غير شعبية أخذها على عاتقة النائب جنبلاط والتي كان آخرها التمديد 6 آشهر لغاية 17 تموز 2015، ومع ذلك فان الطفلة الصحفية البريئة تسأل السؤال الكبير والعميق!! لماذا اقفل مطمر الناعمة قبل إيجاد الحلول؟! وأين الحلول و كأنها لم تسمع بالحل النوعي البيئي والعلمي المؤقت والمستدام الذي قدمته الخطة التي وضعتها اللجنة الفنية برئاسة وزير الزراعة الأستاذ أكرم شهيب!!! في حين أن كل البلد يشيد بهذه الخطة وينادي ويطالب بتنفيذها في أسرع وقت ممكن.

وبخصوص تنفيذ خطة النفايات، لا يجوز  لوريثة الشهيد جبران تويني وبالخلفية المهنية للصحافة أن تنادي وتقول بأنها لا تعلم من هم المعرقلون للخطة وإذا كانت لا تعلم فهذه مصيبة كبرى ، فطفلة الصحافة  المدللة يجب ان لا تنسى بأنه عليها واجب أن تتحمل مسؤوليتها الصحفية الملقاة على عاتقها أكثر من غيرها انطلاقا من موقعها المهم والأساسي بأهم المؤسسات الصحفية في لبنان والعالم العربي، فموقعها ومهنتها يفرضان عليها قبل غيرها أن تكشف المستور وتسمي الأمور بأسمائها للرأي العام في مسألة من يعرقل الخطط ويسقط التسويات من أجل غايات واضحة تهدف إلى اسقاط الدولة في مجهول العدم والفوضي.

ففي لبنان لا شيء مستور، حيث أن من يعمل على اسقاط الطائفية والمذهبية والمناطقية على ملف النفايات يفعل فعلته على المكشوف وبكل جهارة… أما من يعطلون الدولة ومن يخربون مؤسساتها لأسباب تتعلق بطموحاتهم وأطماعهم الشخصية بالسلطة والمواقع والمناصب والكراسي فهم أيضا معروفون بالاسم هم وحلفائهم الذي يعطلون انتخابات رئاسة الجمهورية ويمنعون فتح الأبواب امام العمل الحكومي والتشريعي لأسباب غيبية تتعلق بانشغالاتهم العسكرية “الجسورة” التي لا تنتهي  في محيط لبنان وجواره..ومع ذلك كان حضورهم الإسمي الآسر مغيب عن مقالة طفلة الصحافة المدللة.

لا أعلم إذا كان هذا الرد يستحق العناء، خصوصا أن صاحبة المقال الرفيع لم تكلف نفسها أي عناء قبل أن توجه سهامها للشرفاء الذين يعملون بأقصى جهودهم لحماية البلد وانقاذه من كبوة أزماته المتفاقمة، في حين أنها تناست وتجاهلت بكل عناء تسمية من تشكل ممارساتهم وسلوكياتهم علة تقهقر هذا الوطن انطلاقا من ملف النفايات ومرورا بإنتاجية وعمل مجلس الوزراء والمجلس النيابي ووصولا إلى الاستحقاق الرئاسي وغيره من القضايا التي تجعل لبنان مهددا بشتى المخاطر السياسية والامنية والإقتصادية والإجتماعية على حد سواء.

اقرأ أيضاً بقلم هشام يحيى

لهذه الأسباب لن ينالوا من وليد جنبلاط وحزبه وجبله!

الوفاء لقضية الشهداء…

قاتل الأطفال هو نفسه في غزة وحلب!

قناة التشبيح والأشباح!

ظاهرة التعنيف من أسباب تخلف مجتمعاتنا!

لبنان والمحاسبة السياسية

هل هو نبش للقبور أم تزوير للتاريخ؟

ميشال سماحة والمصير البائد

لبنان وقدر لعبة الأمم

ليس دفاعا بل انصافا للحقيقة ولوليد جنبلاط

6 كانون ثورة متجددة في عالم الإنسان

#الحراك_والاستقلال

ميثاقية أم غوغائية انتحارية؟!

التدخل الروسي: آخر أيام الطاغية

#بدو_كرسي_لو_عمكب

ماذا يعني أن تكون “معروفيا” عربيا؟

معركة القلمون و”شيعة السفارة”

النخبة الممانعة وخطايا النظريات القاتلة..!

” توترات السيد”..!

الاتفاق النووي و “الشيزوفرانيا” العربية!