معركة القلمون و”شيعة السفارة”

هشام يحيى

علق دبلوماسي بارز في بيروت على الاخبار التي تتناقل انتصارات حزب الله في القلمون بالقول ” بأن وضع حزب يشبه “الهر الذي يلحس المبرد”، وهذا المثل الشعبي يقول الدبلوماسي بأنه ينطبق بكل أبعاده على وضع حزب الله في سوريا التي غرق في وحولها المتحركة القاتلة.

فحزب الله ومنذ أن تدخل في سوريا كان عند كل معركة يتقدم أو يحقق انتصار ميداني محدودا فيها يفاخر ويكابر ويعد بمزيد من التوغل والتدخل في الوحول السورية التي لم تكن سوى فخا نصب لحزب الله لاستنزاف دماء مقاتليه من خلال الحاق أشد الخسائر البشرية به وذلك في دوامة لا تنتهي ولن تنتهي إلا بخروجه من سوريا أي بوضع حد لعملية النزف المستمرة التي لا يمكن لأي حزب او ميليشيا أو حتى جيش نظامي في العالم أن يتحملها…فحرب العصابات يعرفها حزب الله ويعرف قوتها وتأثيرها المعنوي فهو سبق له أن خاض هذا النوع نمن التكتيك الحربي على جيش الاحتلال الصهيوني وانتصر عليه في لبنان من خلال تحرير الجنوب.

فنزيف حزب الله في سوريا يشبه تماما وضع الهر الذي وضع المبرد في فمه ظنا منه بأنه طريدة سهلة يمكن أن تسد جوعه، بحيث أن ذلك الهر حين مسك المبرد في فمه أخذ يلعقه ويلحسه بشراهة مفرطة إلى درجة أن الدماء بدء يسيل من لسانه وعندما شعر هذا الهر بطعم الدماء ظن بأنه يستطعم أكل هذا المبرد في حين أنه في الحقيقة كان يمضغ ويلحس من دمائه الذي ينزف من لسانه الذي لحس المبرد المكون من الحديد الصلب الذي تتكون منه إرادة الشعب السوري الذي انتفض على ظلم نظامه وقرر أن ينتزع حريته وكرامته بحزم وعزم وإرادة لا تلين إلا بإسقاط نظام القمع والإجرام في سوريا التي هي ملك شعبها الذي وحده يملك الحق في تقرير مصيره ومستقبله من دون أي تدخل خارجي..

أن الدماء التي تسيل في سوريا والتي يقدمها حزب الله في تلال القلمون من أجل حماية نظام بشار الأسد باتت دون جدوى لا بل اصبحت عبثية في ظل التقارير الأمنية والدبلوماسية المتعددة المصادر والمشارب التي تتقاطع معلوماتها حول نقطة جوهرية اساسية وهي أن نطام بشار الأسد بات في طريقه الحتمي نحو السقوط، وبأنه لم تجدي أي تضحيات وتقديمات في سوريا من أي جهة كانت لإنقاذ هذا النظام الذي أفلس عسكريا وسياسيا وبات بجرائمه وفظائعه عبئا ثقيلا حتى على أقرب حلفائه الذين باتوا يدركون بأن بشار الأسد ونظامه قد أصبح حصان خاسر والمطلوب اليوم هو الحد من الخسارة في سوريا والمنطقة من خلال البحث على تسوية بشان مرحلة ما بعد الاسد الذي لم يعد له مكان على خريطة المباحثات والمشاورات الجارية بين القوى لكبرى بخصوص مستقبل سوريا.

ويضيف الدبلوماسي بأنه ما قيمة انتصارات القلمون بالمعني الإستراتيجي عسكريا وسياسيا إذا كان نظام الأسد قد سقط في كل سوريا، أي ان السوريين وبعد انتصارهم على نظام الأسد في دمشق وحمص وبقية الساحل السوري لن يعصى عليهم بعدها أن يوحدوا جهودهم العسكرية من أجل طرد حزب الله من التلال السورية التي احتلها ويحتلها في جرود القلمون.

اما المشكلة الكبيرة عند حزب الله بعد السقوط المدوي لبشار الأسد في كل أنحاء سوريا لن تكون داخلية أي مع تيار المستقبل أو فريق 14 آذار أو بعض المستقلين من الشيعة الذين خونهم بنعت “شيعة السفارة” بل مع الشعب السوري الذي قاتله إلى جانب نظام الأسد وشبيحته… ولا أحد يعلم قد يكون تيار المستقبل وفريق 14 آذار وخصوصا هؤلاء الذين أطلق عليهم حزب الله شيعة السفارة هم حبل النجاة لشيعة حزب الله وكل لبنان الذي تربطه بسوريا علاقات تاريخية وجغرافية واجتماعية وسياسية هي أعمق بكثير من معركة القلمون أو أي انتصار وهمي عابر لن يكون له أثر في مستقبل استمرار العلاقات اللبنانية – السورية التي لا بد أن تعود إلى مسارها الطبيعي فور سقوط بشار الأسد وزمرته الحاكمة، ومن يتابع أخبار الوقائع الميدانية تزداد قناعته أكثر من أي وقت مضى في أن نظام الأسد بات يلفظ أنفاسه الأخيرة أما ما يقدم له من أوكسيجين عبر الدعم الإيراني والروسي بات غير كاف لكي يبقى على قيد الحياة.

اقرأ أيضاً بقلم هشام يحيى

لهذه الأسباب لن ينالوا من وليد جنبلاط وحزبه وجبله!

الوفاء لقضية الشهداء…

قاتل الأطفال هو نفسه في غزة وحلب!

قناة التشبيح والأشباح!

ظاهرة التعنيف من أسباب تخلف مجتمعاتنا!

لبنان والمحاسبة السياسية

هل هو نبش للقبور أم تزوير للتاريخ؟

ميشال سماحة والمصير البائد

لبنان وقدر لعبة الأمم

ليس دفاعا بل انصافا للحقيقة ولوليد جنبلاط

6 كانون ثورة متجددة في عالم الإنسان

#الحراك_والاستقلال

ميثاقية أم غوغائية انتحارية؟!

#طفلة_الصحافة_المدللة

التدخل الروسي: آخر أيام الطاغية

#بدو_كرسي_لو_عمكب

ماذا يعني أن تكون “معروفيا” عربيا؟

النخبة الممانعة وخطايا النظريات القاتلة..!

” توترات السيد”..!

الاتفاق النووي و “الشيزوفرانيا” العربية!