لبنان وقدر لعبة الأمم

هشام يحيى

لبنان في مهب لعبة الامم الجهنمية ومن يتحمل المسؤولية المباشرة عن الاخطار الداهمة التي تتهدد لبنان بأمنه واستقراره السياسي والأمني والإقتصادي هي بعض القوى اللبنانية التي تتهافت بكل اسفاف غير مسبوق في أي قاموس سياسي أو أخلاقي على السلطة، والتي أثبتت للقاصي والداني بأنها مستعدة لجر البلد إلى الخراب والإنهيار إذا ما كان هذا الامر يخدم مصالحها الآنية الشعبوية كما يخدم مصالح أسيادها من القوى الإقليمية التي ترتهن لها تلك القوى على حساب مصلحة لبنان وشعبه الذي لن يغفر لتلك القوى أفعالها بحق الوطن واهله لا سيما على صعيد إضاعة الفرص الذهبية التي كانت متاحة وفي متناول اليد لإنقاذ لبنان وتحييده عن براكين المنطقة المشتعلة في محيطه وجواره.

إذ لا بد ذات يوم للمواطن اللبناني المتقدم الواعي الحر المتجرد عن سياسة الزواريب الطائفية والمذهبية والمناطقية المريضة الضيقة أن يحاسب تلك الطبقة السياسية حساب عسير في ذاكرة التاريخ التي لن ترحم هؤلاء ، وأيضا في صناديق الاقتراع وأمام القضاء إذا أمكن خصوصا أن تصرفات البعض الإرتهانية المشبوهة قد وصلت إلى حد ارتكاب الخياتة العظمى بحق لبنان وشعبه وتاريخه وتضحيات شهدائه الذين سقطوا دفاعا عن عروبة لبنان وحريته وسيادته واستقلاله.

نعم أن لبنان أسير لعبة الأمم الجهنمية بأبعادها الإقليمية الطائفية والمذهبية والإثنية والإرهابية والتكفيرية والعنصرية، ليس لأن قدر لبنان ان يكون في قلب آتون كل هذه الصراعات الدموية والمدمرة، بل لأن بعض السياسيين في لبنان قد باعوا أنفسهم لصغائر السلطة ومكاسبها العائلية والشخصانية وذلك على قاعدة أنا أو لا أحد في رئاسة الجمهورية وكل المواقع السلطوية، ولأن البعض الآخر من السياسيين أيضا قد آثر على نفسه أن يكون جنديا صغير لخدمة مشروع اقليمي دموي غايته قتل الأحرار وسفك دماء الثوار من أجل حماية الطغاة الذين يقتلون شعوبهم بوحشية لا مثيل لها على مرأى ومسمع كل هذا العالم الذي تخلى عن قيمه الإنسانية والأخلاقية بعد أن تسلطت لعبة الأمم الجهنمية على كل المؤسسات والمرافق الدولية لتفرض إيقاعها الذي يضع المصالح السياسية والإقتصادية للدول الكبرى فوق كل الإعتبارات الإنسانية السامية في هذا الكون.

أمام هذه المشهد، فأن لبنان هو ضحية تلك الخيارات وهو قربان يقدم على مذبح تلك اللعبة الجهنمية التي لا قدرة لشعبه على تحمل وزر أعبائها الباهظة على امنه ووجوده، إلا ان الواقعية السياسية تتطلب من شعب لبنان وبقية حكامه العقلاء عدم اليأس والسعي بكل قوة من أجل استنهاض الطاقات الوطنية والإنسانية الهادفة إلى توحيد الجهود الرامية لإنقاذ ما يمكن انقاذه في لبنان من براثن تلك اللعبة لتخفيف وطأة تداعياتها وعواقبها على أمن لبنان واستقراره لبنان ومستقبله الوجودي سيما أن كل المعطيات المرتبطة بلعبة الأمم الجهنمية القديمة الجديدة في منطقة الشرق الأوسط قد باتت أكبر من الجميع الذين ظنوا ذات يوم بأن دورهم المنتفخ في لبنان بفعل “الكورتيزون” الإقليمي أكبر وأقوى من منطق وصيرورة التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا للبنان ومحيطه وجواره الجيوسياسي ، فإذا بالوقائع تنسف أحلام هؤلاء ليصحوا على واقع مرير عنوانه الأساسي بأنه باتوا مجرد أحجار دمى تحركها المصالح الدولية والإقليمية الكبرى فوق أشلاء ودماء الأبرياء في العالم العربي في سوريا والعراق واليمن وكل المنطقة التي تقسم وتفتت خدمة لمشروع الشرق الاوسط الهمايوني الصهيوني الجديد.

 

اقرأ أيضاً بقلم هشام يحيى

لهذه الأسباب لن ينالوا من وليد جنبلاط وحزبه وجبله!

الوفاء لقضية الشهداء…

قاتل الأطفال هو نفسه في غزة وحلب!

قناة التشبيح والأشباح!

ظاهرة التعنيف من أسباب تخلف مجتمعاتنا!

لبنان والمحاسبة السياسية

هل هو نبش للقبور أم تزوير للتاريخ؟

ميشال سماحة والمصير البائد

ليس دفاعا بل انصافا للحقيقة ولوليد جنبلاط

6 كانون ثورة متجددة في عالم الإنسان

#الحراك_والاستقلال

ميثاقية أم غوغائية انتحارية؟!

#طفلة_الصحافة_المدللة

التدخل الروسي: آخر أيام الطاغية

#بدو_كرسي_لو_عمكب

ماذا يعني أن تكون “معروفيا” عربيا؟

معركة القلمون و”شيعة السفارة”

النخبة الممانعة وخطايا النظريات القاتلة..!

” توترات السيد”..!

الاتفاق النووي و “الشيزوفرانيا” العربية!