قناة التشبيح والأشباح!

هشام يحيى

غريب إنحدار المستوى الإعلامي لإحدى المحطات اللبنانية التي ترفع شعار الحرية  وتتشدق بمستوى “الكواليتي” في عرض برامجها التي أصبح يغلب على فحواها  الإخباري طابع الحملات المشبوهة غب الطلب إلى درجة أن وصف قناة “التشبيح والأشباح” بات يصح قلباً وقالباً على فحوى ومضمون بعض النشرات والتقارير الإخبارية التي تقدمها بين الحين والآخر هذه المحطة، خصوصاً بعد فضيحة الإنترنت التي فضحت تلك المحطة بضوضاء وحدة وهيستيرية حملاتها غير المنطقية وغير المبررة نفسها هي والقيمين عليها بأنهم في مكان ما، هم متورطون بهذه الفضيحة النكراء، وبالتالي هم جزء لا يتجزء من أوكار التشبيح وفرع من فروع الأشباح التي تستبيح الوطن بفسادها وإفسادها السافرة التي تعتدي على المال العام.

والغريب بهذه المحطة أنها باتت تعادي بشكل سافر كل مسؤول شريف متمسك بمنطق الدولة والدفاع عن المال العام ومصالح المواطنين في لبنان، كما هو الحال في قضية الإنترنت غير الشرعي، وهذا ما جرى مؤخرا مع وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور الذي بادرته تلك المحطة بتقرير سافر مفبرك لا يمت إلى الحقيقة والواقع بصلة إلى وزارة الصحة العامة، لمجرد أن الوزير أبو فاعور نطق بكلمة الحق حين أعلن جهارا أمام الرأي العام بأنه متمسك إلى أقصى الحدود و بكل حزم بمنطق إستكمال التحقيقات في ملف فضيحة  الإنترنت إلى النهاية، وذلك لكشف جميع الشبيحة والأشباح والذئاب الضارية المتورطة في هذه الفضيحة الكبيرة، وبالتالي رفض المنطق السائد الذي تريده تلك المحطة ومن يقف وراءها، وهو المنطق الذي ينهي دائماً الفضائح الكبرى في لبنان بتقديم موظف صغير أو صاحب شركة صغيرة كبش فداء لحمل وزر تداعيات وعواقب هذه القضية فيما الأشباح الكبار يفلتون من العقاب ليستمروا عبر أوكارهم في ممارسات أعمالهم الفاسدة والمفسدة في ملفات وقضايا جديدة.

أما أداة التطاول الناجعة على شرفاء الوطن التي تمارسها قناة التشبيح والأشباح فتكمن في النشرات والتقارير الإخبارية التي تفتقد إلى الحد الأدنى من المصداقية والموضوعية والحد الأدنى من المهنية الصحفية والإعلامية التي تحولت على أيدي صناع الأخبار في تلك المحطة إلى مجرد وسيلة رخيصة لبث الأخبار المفبركة  المشبوهة وشن الحملات المدفوع ثمنها بدولارات سوداء غير نظيفة، تهدف من من جهة إلى تغطية الفاسدين والمفسدين الحقيقيين في البلاد، كما تهدف من جهة اخرى إلى ممارسة الضغوط على شرفاء هذا الوطن كسبيل لكم الأفواه و لتضليل الرأي العام وتشويه الحقائق و الوقائع.

فهناك الكثير من الزلات والهفوات والخطايا  المقصودة في نشرات أخبار تلك المحطة وبرامجها السياسية التي تجعلها بكل جدارة وامتياز تستحق لقب قناة “التشبيح والأشباح” الجاهزة دائما للقيام بلعب دور البوق الإعلامي الذي يفبرك الإدعاءات التي تفتقد إلى أساسيات المصداقية المهنية ومباديء إحترام العمل الإعلامي الذي تدعي أنها تنتمي له، وفي هذا السياق سنكتفي بالإشارة على سبيل المثال والحصر إلى بعض مواد التشبيح الإعلامي التي تتعمد تلك المحطة بثها عن سابق تصور وتصميم بين الحين والآخر بخلفيات نكء الجراح وبث عوامل التوتر والشقاق بين مكونات المجتمع اللبناني، وذلك كما حصل في الحلقة التي شوهت “على عينك يا تاجر” كل المعطيات والوقائع المرتبطة بواقعة تهجير بلدة الدامور خلال الحرب الأهلية، فهذه الحلقة التلفزيونية وغيرها من الحلقات المشابهة قد جعل من تلك المحطة ذائعة الصيت بصفات ومقومات نبش قبور الحرب الأهلية من أجل صب الزيت على نيران الأحقاد الطائفية والمذهبية التي لطالما كانت ولا تزال علة تقهقر لبنان وتراجعه وتخبطه في المحن العديدة التي لا يزال الشعب اللبناني يدفع اثمان أهوالها من أمنه واسقراره ومعيشته ومن إنحدار وتقهقر مستوى اعلامه الذي يتراجع عن لعب دوره الوطني الجامع ليتقوقع بين براثن أمراض الموروث الطائفي وشرور ثقافة الفساد والإفساد.

اقرأ أيضاً بقلم هشام يحيى

لهذه الأسباب لن ينالوا من وليد جنبلاط وحزبه وجبله!

الوفاء لقضية الشهداء…

قاتل الأطفال هو نفسه في غزة وحلب!

ظاهرة التعنيف من أسباب تخلف مجتمعاتنا!

لبنان والمحاسبة السياسية

هل هو نبش للقبور أم تزوير للتاريخ؟

ميشال سماحة والمصير البائد

لبنان وقدر لعبة الأمم

ليس دفاعا بل انصافا للحقيقة ولوليد جنبلاط

6 كانون ثورة متجددة في عالم الإنسان

#الحراك_والاستقلال

ميثاقية أم غوغائية انتحارية؟!

#طفلة_الصحافة_المدللة

التدخل الروسي: آخر أيام الطاغية

#بدو_كرسي_لو_عمكب

ماذا يعني أن تكون “معروفيا” عربيا؟

معركة القلمون و”شيعة السفارة”

النخبة الممانعة وخطايا النظريات القاتلة..!

” توترات السيد”..!

الاتفاق النووي و “الشيزوفرانيا” العربية!