ماذا يعني أن تكون “معروفيا” عربيا؟

هشام يحيى

أن تكون معروفيا عربيا منتميا إلى طائفة الموحدين المسلمين الدروز في بلاد الشام فهذا يعني بأنك بكل جدارة يجب أن تفتخر وتعتز وترفع رأسك عاليا بتاريخك المجيد الناصع بالنضال والتضحيات من أجل كرامة الإنسان وحريته في سوريا وكل المنطقة العربية.

أن تكون معروفيا عربيا فهذا يعني بأنك في خياراتك وسلوكياتك السياسية والإجتماعية والأخلاقية مؤتمن على أرث كبير من المروءة والرجولة والفروسية العربية التي صنعت أمجاد بني معروف في الدفاع عن الأرض العربية وكرامة وعزة الإسلام، فالدروز كانوا ولا يزالوا رأس حربة في رد العدوان ورفع الظلم عن هذه الأرض التي لطالما رواها بني معروف الاباء و الأجداد بدماء الشهداء الزكية وسطروا فيها البطولات الملحمية لتبقى عزيزة أبية كريمة.

أن تكون معروفيا عربيا فأنت مؤمن برجاحة العقل ورزانته و بمروءة النفس من خلال حملها على ما يجملها ويزينها وترك ما يدنسها ويشينها ، وأنت متمسك بالفضيلة و الاخلاق المحمودة من اكرام واحسان وحماية الضعيف ونصرة المستغيث وكف الأذى عن اي انسان مستجير ببني معروف الذين ليس من عاداتهم وشيمهم وأخلاقهم أن يعتدوا على جريح عاجز وأن لا يفاخروا بأنهم أخرجوا الجرحى من سيارات الإسعاف لقتلهم وسفك دمهم.

أن تكون معروفيا درزيا فهذا يعني بأنك على يقين قاطع بأن المسلمين الموحدين الدروز لا يريدون شهادة من أحد في اسلامهم وعروبتهم المؤمنة بالإسلام كدين ومصدر للتشريع والتراث الحضاري والإنساني.

أن تكون معروفيا عربيا فهذا يعني بأنه لا يجوز في هذه المرحلة التاريخية المفصلية أن تضيّع البوصلة العربية والإسلامية خصوصا أن ساعة الفرز قد حانت في سوريا بين من يدعمون النظام المجرم الذي يتهاوى ويتقهقر نحو السقوط الحتمي وبين من يؤيدون الشعب السوري في نضاله المستمر نحو سورية ديموقراطيّة متنوعة.

بناء على كل ذلك فإن المعروفيين الأحرار لا يمكن واستنادا إلى تاريخهم العروبي القومي المجيد إلا أن يكونوا في خندق الثوار في سورية من جبل العرب والقنيطرة الى دمشق ومن مدينة حمص و حلب الى ادلب، شأنهم في ذلك شأن كل أحرار سوريا الذين عاهدوا الله بأن يحرروا سوريا من نيّر وقهر وظلم وبطش الطاغية بشار الأسد.

أن تكون معروفيا عربيا أصيلا فهذا يعني بأن المطلوب منك أن تبرهن في ارض الميدان وبشكل قاطع على أنك مع الثورة ضد اسرائيل العدو التاريخي للدروز وكل العرب، وبأنك أيضا ضد الطغيان ومع الحرية والديمقراطية المستمدة من الشعب لا مع السلطة المغتصبة والمستأثرة بالبلاد والعباد بقوة الحديد والنار، فأهل جبل العرب وكل الموحدين الأحرار في سوريا ناضلوا في الماضي لتحرير سورية من الانتداب وهم اليوم مدعوون ليناضلوا جنبا إلى جنب مع بقية مكونات الشعب السوري من أجل تحرير سورية من الطغيان.

أن تكون معروفيا عربيا فأن المطلوب منك أن تتصدى للنظام الغاشم وشبيحته وعملائه الصغار الذين يغرون بالمال والسلاح الملوث صغار النفوس للإنضمام إليه في مشروعه المجهول القاتم الذي يريد من خلاله تدمير سوريا بشرا وحجرا وشجرا بكل الوسائل المتاحة، وهو المشروع الذي لا يخدم سوى اسرائيل المتربصة شرا وعدوانا بالدروز وكل سوريا التي يريدها الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين العربية مقسمة مفتتة إلى دويلات طائفية مذهبية متناحرة ضعيفة.

أن ساعة الحقيقة قد دقت وقد حان الوقت من أجل أن ينتصر الدروز بكل فئاتهم إلى الثورة السورية كي يحصل الفرق وتميل الكفة نحو ثوار سوريا وأحرارها الذين سيحررون دمشق وكل شبر من سوريا عاجلا أم آجلا مهما غلت التضحيات ومهما بلغت الصعوبات لأنه إذا ما اراد الشعب الحياة الحرة الكريمة فلا بد لليل أن ينجلي ويستجيب القدر.

أخيرا أن تكون معروفيا عربيا، فعليك أن تناضل في الدفاع عن انتمائك إلى أرث وتراث الدروز من شكيب أرسلان إلى سلطان باشا الأطرش إلى كمال جنبلاط، هذا الإرث والتراث الذي يعبر عنه ويحفظه بكل وعي و شجاعة وحكمة ومسؤولية الزعيم الوطني وليد جنبلاط المدرك بخبرته وتجربته وثقافته للحقيقة الناصعة التي تقول بأن صوت العقل والحوار والانفتاح والمصالحة مع المحيط والجوار هي وحدها التي تبقي وتحمي الدروز في سوريا، وحماية الدروز لا تكون بتاتا إلا بالتمسك بالهوية العربية والإسلامية التي تفرض على الدروز دائما وأبدا مقاومة المشروع الصهيوني ومؤامراته المكشوفة الفتنوية و التقسيمية والتفتيتية.

وأن تكون معروفيا عربيا فيجب أن تكون مستكينا راضيا بأنه لم ولن يكون هناك خلافات داخل طائفة الموحدين الدروز، فقيادات الطائفة وأبناؤها موحدون في شتى الظروف وكل المراحل حول الثوابت التي تجسدها سيرة ومسيرة كبار أولويائهم الروحانيين الكبار التقية والهادية دائماً إلى حسن التدبير والتبصر بالأمور لكي يبقى وحدة الصف وجمع الشمل الركن الاساس الثابت الذي يصون ويحفظ ابناء بني معروف كما يحفظ أبناء الوطن و الأمة من شرور أي فتنة أو خطر.

ان الاختلاف في وجهات النظر والمواقف لا بد من وضعها دائما في الإطار الذي يحمي تاريخ هذه الطائفة وحضورها ومستقبلها ويعزز دورها العروبي الإسلامي المتنور والمنفتح والمتسامح والمتجسد بهذا المسار الطويل من التعاون والتواصل الإيجابي والصادق مع الطوائف كافة لما فيه خير الإنسان ووحدة الوطن ومناعته وذلك بعيداً عن اي تزمت وانغلاق مرفوض وليس له أي علاقة بقواعد الالتزام الديني ولا لجهة التركيبة الاجتماعية ـ السياسية عند الطائفة الدرزية التي لطالما قدمت وبفعل ودور عقل ومعرفة وحكمة رجالها الكبار أمثال سلطان باشا الأطرش وشكيب أرسلان وكمال جنبلاط على مدار تاريخها البعيد والقريب صورة جامعة يغلب عليها العيش المشترك والحفاظ على صيغة الهوية العربية في التنوع والتعدد بالرغم من بعض الغيوم السوداء الطارئة العابرة التي أغرقت هذه المنطقة االعربية بفعل التدخلات الخارجية في براثن الفتنة والحروب الاهلية.

 

اقرأ أيضاً بقلم هشام يحيى

لهذه الأسباب لن ينالوا من وليد جنبلاط وحزبه وجبله!

الوفاء لقضية الشهداء…

قاتل الأطفال هو نفسه في غزة وحلب!

قناة التشبيح والأشباح!

ظاهرة التعنيف من أسباب تخلف مجتمعاتنا!

لبنان والمحاسبة السياسية

هل هو نبش للقبور أم تزوير للتاريخ؟

ميشال سماحة والمصير البائد

لبنان وقدر لعبة الأمم

ليس دفاعا بل انصافا للحقيقة ولوليد جنبلاط

6 كانون ثورة متجددة في عالم الإنسان

#الحراك_والاستقلال

ميثاقية أم غوغائية انتحارية؟!

#طفلة_الصحافة_المدللة

التدخل الروسي: آخر أيام الطاغية

#بدو_كرسي_لو_عمكب

معركة القلمون و”شيعة السفارة”

النخبة الممانعة وخطايا النظريات القاتلة..!

” توترات السيد”..!

الاتفاق النووي و “الشيزوفرانيا” العربية!