غادروا الكيدية وانقذوا البلاد من المغامرة
منير بركات
29 أبريل 2017
عندما يتحمل الانسان مسؤولية سياسية ويكون في مركز القرار عليه ان يخرج من ذاته وانانيته وكيديته من أجل الوطن، وليس بخوض المكابشة من موقع يقفز فيها المرء فوق المسلمات والثوابت بمشاريع واقتراحات بتبريرات طائفية تحريضية، أقل ما يقال فيها المغامرة واللاواقعية، وبخوض تجارب جنينية بعيداً عن الثقافة التاريخية ومعرفة المراحل الذي مر بها لبنان والاستفادة من العبر.
بينما نرى من بعض القيادات المجربة والناضجة حرصاً منها على السلم الاهلي والشراكة والمصالحة تشكل اساساً في موقفها ونهجها وتعتبر الأولوية قبل كل شيء مواجهة الفتنة ومحاصرة الرعونة والاستخفاف والارتجال والمزاجية والإستئثار في معالجة استحقاق الانتخابات النيابية.
بعيداً عن تفاصيل الصراع حول صيغ الأنظمة الانتخابية والموقف منها لا يمكن ان يمر قانون دون الأخذ بعين الاعتبار التوافق حول التمثيل الفعلي لقيامة لبنان ودستوره، ولا يوجد تعدد خيارات جوهرية بإستثناء الالتزام بالدستور وتطبيقه او التغيير البنيوي الجذري في النظام السياسي المأزوم وذلك بعيد المنال في الظروف الحالية.
لذلك تبقى كل الخيارات تحت هذا السقف، كل من يتجاوز هذه الثوابت يتحمل مسؤولية النزول الى الشارع وتهديد السلم الأهلي والدخول في النفق المظلم.
عليكم التواضع وعدم المكابرة والوصول بالجهود المشتركة الى التوافق مهما كلف الأمر وعليكم الاهتداء بحكمة القيادات الواعية لا سيما موقف غبطة البطريرك الراعي وحفاظه على الدستور منعا من الفراغ أو التمديد والمؤتمر التأسيسي او العودة الى نغمة التقسيم او الحرب الاهلية.
علينا الحذر من التهاب ما يحيط بنا، والإنتباه لمخاطر تورم لبنان في ديموغرافيته الجديدة والاشارات السلبية في وضعه الاقتصادي والامني، كل ذلك يملي علينا الخروج من ادعاء تملك الحقيقة واحتكارها والاحتكام الى لغة العقل والمنطق.
(*) رئيس الحركة اليسارية اللبنانية