مفهوم الدولة وشروط تكوينها 

منير بركات 

إن المواطن لا يستطيع أن يستغني عن وجود الدولة وحكومتها والنظام الاجتماعي فيها، وهو الموقع الذي تتحقق فيه طاقاته وفضائله. الإنسان بطبيعته يملك وحده حس التمييز بين الخير والشر، بين العدل والظلم. وإن مجموع البشر الذين يشتركون في هذا الحس يؤلفون الدولة.

إن ماهية الإنسان لا تتحقق كلياً إلا في الدولة كمؤسسة تختلف عن المجتمع كما أنها تختلف عن الحكومة. أما اختلافها عن المجتمع في أن هدفها هو إقامة الحياة الجيدة لا مجرد الحفاظ عليها. ومن واجبات المواطنين المساهمة في توفير إقامة حياة ترتكز على الخيار الحر.

لا أحد يمكنه أن يعيش خارج النظام الاجتماعي على حد تعبير “أرسطو” إلا أقصى الطرفين: الإله والوحش. أما الإنسان، وهو في الموقع المتوسط بينهما الذي يكون ويفعل الدولة ودورها، وبغياب الملائكة في وطننا، لا شك يبقى المعطّل لبناء الدولة بمتفرعاتها الوحوش وما أكثرهم.

إن ماهية المواطن لا تتحقق كلياً إلا في الدولة – الجمهورية السيادية، وإن أهم ما يميز هذه كونها نمط حياة.

ان الدولة شأن مركب مكون من أجزاء هم المواطنون الذين يشكلونها، أن يقرر من هو المواطن. إنه ذاك الذي يشارك في إدارة العدل وفي الوظائف وحماية الأمن والحدود. إذن يجب أن تكون الدولة قائمة على المواطنة، كشرط من شروط تكوينها.

إن أساس أية دولة هو نمط العدل والمساواة المستهدفة دائماً. والديموقراطية تقوم على فكرة أن المتساوين في أي مجال هم متساوون إطلاقاً.

أين هي الدولة ومفهومها!؟ ونحن نعيش في غابة أفضلها المزارع، دولة اللادولة التي تحكمها مجموعة من الحيتان والمواطن بدوره يعيش في بطن الحوت، وعلى هامشها والجوار يتربصون لابتلاعها، وفي النهاية الشعب هو الضحية!؟

*رئيس الحركة اليسارية اللبنانية

اقرأ أيضاً بقلم منير بركات 

طلّة راقية في ذكرى مولده

لن يتمكنوا من تغيير هوية الجبل ووجهه

التحذير الفرنسي للبنان شبيه بتحذير السفير الفرنسي قبيل اجتياح 1982!؟

مكامن الخلل في تجزئة الحرية؟

أهل التوحيد والتاريخ المجيد… غادروا الماضي واصنعوا المستقبل !؟

الألفية التاريخية للموحّدين الدروز

تحفّزوا بالقامات الكبيرة يا حديثي النعمة!؟

بعيداً من التبسيط.. البلد على حافة الهاوية!؟

العقوبات غير المسبوقة تصيب مقتلاً في النظام الإيراني

الموحّدون الدروز: المخاوف من إطاحة الوطن

مبادرة “التقدمي”: خطوة متقدمة لحماية الحريات العامة

على الرئيس المنشود ممارسة القمع لكي يكون مرشح الناخب الأول!؟

تلازم الفاشية مع الطائفية ومأزق الحكم

أين المصير الواحد والبلد الواحد واللغة الواحدة من كل هذا؟

المطلوب وقفة موحدة ضد النظام!

الشعوب ضحية الأطماع الدولية والأسد فقد دوره الأقليمي

بلورة المشروع الوطني المعارض

رسالة الى رئيس الجمهورية

الاطاحة بالطائف يعيدكم الى حجمكم!؟

تذويب الانقسام التاريخي لمصلحة الوحدة الداخلية