الألفية التاريخية للموحّدين الدروز

منير بركات

في الذكرى الألفية التاريخية للموحدين الدروز الذين يتميزون بالانفتاح والإنسانية واحترام الآخر في الحرية والإيمان وتوحيد الإيمان بالله الواحد، تفتح الشهية للمساهمة في تفسير هذا التحلق حول الفكر الديني بعد أن اقتربنا من الربع الأول من القرن الأول في الألفية الثالثة؟

تقاذف التهم بين العلمانية والدين وكل منهما ينفي الآخر دون المحاولة لإيجاد مداخل للعيش والتفكير المشترك.

لماذا الدين؟ أليس من أجل الإجابة عن الغموم الحياتية وتساؤلات الناس عبر الإيمان بالله.

ومن قال باستحالة أن يكون الإنسان روحانياً وعلمانياً في آن معاً.

الانقسام العلماني – الديني كان عنصراً مهماً في انبعاث الحداثة على مر العصور، ونجحت أوروبا في تجاوز هذه الانقسامات ومأسسة الصراع، وفصل الكنيسة عن الدولة، وكان عنصراً مؤسساً للتطور الدستوري الديموقراطي.

لكن الذين يمارسون السلطة الملوثة وأقفلوا الأبواب أمام العقول الجديدة والمتقدمة، يلتحفون اليوم كساء الحرية ويزعمون مغادرتهم ثوب الديكتاتورية.

إن الواقع يدفعنا إلى إعادة النظر في كل القيم التي كانت معاشة خلال قرون في الدين. والأخلاق نتقاسمهما جميعاً، في المجتمعات العلمانية مجسدة في “إعلان حقوق الإنسان” واحترام الآخر، وفكرة أن حريتي تتوقف حيث تبدأ حرية الغير، والسؤال الذي يفرض نفسه من جديد: هل تتناقض الحداثة مع الأخلاق.. وهل هناك أخلاق بلا إيمان؟

هناك أمثال في التاريخ، منها بالإجابة وتقديم الروحانية العلمانية، لأنها ترتبط بإله خالق. وهذا امتياز بالنسبة للأديان الموحدة لله، والعلمانية لا تدعي أنها تجيب عن أسئلة الحياة والموت، بقدر ما تتيح إطاراً للتعايش السلمي بين الطوائف الدينية.

إن فكرة الحرب أصبحت عند العلمانيين بمواجهة الدين فكرة بالية وقديمة، والتحدي الكبير بالنسبة للعلمانية أنها تترك للفرد، وليس للجماعة، أمر الرد بنفسه على سؤال معنى الحياة.

ينبغي الاهتمام من خلال العمل بدلاً من الاعتماد على الأجوبة الجامدة وغير المكتملة، وينبغي أن لا نيأس من العقل وأن لا نستسلم فقط للغيب!؟

*رئيس الحركة اليسارية اللبنانية

اقرأ أيضاً بقلم منير بركات

طلّة راقية في ذكرى مولده

لن يتمكنوا من تغيير هوية الجبل ووجهه

التحذير الفرنسي للبنان شبيه بتحذير السفير الفرنسي قبيل اجتياح 1982!؟

مفهوم الدولة وشروط تكوينها 

مكامن الخلل في تجزئة الحرية؟

أهل التوحيد والتاريخ المجيد… غادروا الماضي واصنعوا المستقبل !؟

تحفّزوا بالقامات الكبيرة يا حديثي النعمة!؟

بعيداً من التبسيط.. البلد على حافة الهاوية!؟

العقوبات غير المسبوقة تصيب مقتلاً في النظام الإيراني

الموحّدون الدروز: المخاوف من إطاحة الوطن

مبادرة “التقدمي”: خطوة متقدمة لحماية الحريات العامة

على الرئيس المنشود ممارسة القمع لكي يكون مرشح الناخب الأول!؟

تلازم الفاشية مع الطائفية ومأزق الحكم

أين المصير الواحد والبلد الواحد واللغة الواحدة من كل هذا؟

المطلوب وقفة موحدة ضد النظام!

الشعوب ضحية الأطماع الدولية والأسد فقد دوره الأقليمي

بلورة المشروع الوطني المعارض

رسالة الى رئيس الجمهورية

الاطاحة بالطائف يعيدكم الى حجمكم!؟

تذويب الانقسام التاريخي لمصلحة الوحدة الداخلية