أين المصير الواحد والبلد الواحد واللغة الواحدة من كل هذا؟
منير بركات
30 يوليو 2018
أفلم يكن من مجزرة السويداء وما سبقها وما تلاها من عوامل كافية للتشكيك بالمصير الواحد والبلد الواحد، عندما ترتكب ابشع المجازر ذبحا بحق الأطفال امام اعين النظام دون تحريك أي ساكن، من أجل التوظيف السياسي لمشاريع تحاك ضد الشعب السوري بمجمله؟ وما من طلب وعرض الحمايات الا إحدى النتائج لما حصل .
اليست مجزرة السويداء خير دليل على التمزق والتباين، وقد أنضوى معظم سكان المحافظة تحت لواء النظام وقيادته طلبا للحماية أو حفاظا على بعض المصالح، واستخدمت أحيانا في قمع الثورة أقلها من خلال الموقف السياسي لبعض القيادات الدينية والسياسية، والمساهمة في القضاء على القوى المعارضة للنظام كمشايخ الكرامة؟ هل كان بإستطاعة الفرد الموّحد العادي وحتى أبناء جبل العرب من الرافضين لهذا الواقع أن يتبين طريقا وطنيا داعما للثورة بمواجهة النظام؟ ومن ذا الذي سيوضح له حقوقه وواجباته وهو غارق في الفقر المدقع والقمع والجهل الذين حرصوا على إبقائه فيه ؟. بأمانة شديدة يمكن القول بأنه لمن التعجيز وطلب المستحيل أن يحاسب انسان محروم من ابسط حقوقه وفق مقاسات المواطن الذي يعيش مواطنيته كاملة ويتمتع بكل حقوقه الخاصة والعامة.
لذلك تقع المسؤولية الأولى على من يساوم على اهل جبل العرب من قيادات دينية وسياسية. ولكن فليعلم الجميع بأن احداث السويداء عمقت أزمة الثقة بالنظام السوري وادواته، ولا يفيد معها عمليات الترميم وإعادة تلميع صورة النظام، وعلى اهل الجبل والشعب السوري الأستعداد لمواجهة الاستحقاقات والأعتماد على الذات من خلال التضامن ووحدة الموقف، وعدم السماح لأحد بإستغلال دماء شهدائهم والتلاعب بمصيرهم ومستقبلهم .
*رئيس الحركة اليسارية اللبنانية