لن يتمكنوا من تغيير هوية الجبل ووجهه

منير بركات

إبان الحرب الأهلية اللبنانية عندما كانت السلطة المدنية والعسكرية تحت سيطرة الحزب التقدمي الاشتراكي وفي مراحل القتال داخل الطوائف والمذاهب، كان وليد جنبلاط بعقله المنظم وصدره الاستيعابي وبقامته المعملقة يحتضن جميع التناقضات والاتجاهات السياسية بعيدا عن العنف باستثناء بعض الأحداث الفردية ومحاولات أجهزة الوصاية من افتعال الفتن، كل ذلك انطلاقاً من الحرص على وحدة الجبل وتفعيل دوره الوطني بخلفية تراثه وبعده السياسي والتاريخي، كان من السهل عند وليد حنبلاط اتخاذ قرارات إقصائية ودموية مشابهة كما حصل في أوساط الطوائف والمناطق الأخرى، إلا أن القيم التي تحكم نهجه السياسي لا تسمح له بالاستقواء على أحد باستثناء من يحاول تهديد السلم الاهلي مستفيداً من تشريع وجوده ومحتمياً بالمرجعيات الإقليمية والمحلية.

لذلك نعتبر أن وجه الجبل الوطني والديموقراطي بتنوعه لا يمكن تغييره أو إخضاعه من خلال تكتلات مذهبية درزية كانت أم غيرها، وسوف يبقى الجبل عصياً على تغيير هويته المرتبطة بعمق تراثه الوطني والعربي التقدمي والذي تتطبع مع ثقافة المشروع الإصلاحي للحركة الوطنية اللبنانية وفكر المعلم الشهيد ومع اقتراب ذكرى مولده. وإذا كان المراهنون على تجميع بعض الشتات وفرض التحالف بينها، بأنهم قادرون على التفريط بأمن الجبل وجره إلى قتال أهلي داخلي وتوظيفه في اللعبة السياسية الإقليمية والداخلية يكون مخطئاً، لأن القيادة السياسية والدينية وعقلاء الجبل والشارع الجماهيري بحكم ديموغرافيته التي تسطع على امتداد كل المناطق وبكثافة، سوف تتحول إلى ترسانات صلبة كصخور الصوان التي تختزن الماء وسيكون طيف كمال جنبلاط حاضراً فوق رؤوس الأهالي في كل مكان وسيكون صداه جارفاً وأكبر من حجم هؤلاء بأضعاف، فكيف إذا تخيل المشايخ الأفاضل وأجيال الجبل بأن قاتل كمال جنبلاط وبأساليبه المختلفة يقترب مجدداً لتهديد وجوده وقيادته وحرماته.

اننا ندعو الجميع لعدم الانجرار وراء الفتنة. والمطلوب صحوة بني معروف من مخاطر ما يحاك لهم في الظلام وعدم الوقوع في فخ المكيدة التي تنصب لهم .
الا أن هناك مخاوف من الوصول إلى فقدان السيطرة على القاعدة التي يتراكم في داخلها الاحتقان من الممارسات الشاذة في الخطاب الشخصي والسياسي والعبث بأمن الجبل والوطن .

إننا نعتبر أن الدولة هي الرهان للحفاظ على الأمن من خلال الجيش الوطني والقوى الامنية. ونعتبر أن الحفاظ على المصالحة رافد حصين لحماية الجبل والتي تعني جميع المكونات، واستهداف الجبل يعتبر استهدافاً للجميع.

(الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم منير بركات

طلّة راقية في ذكرى مولده

التحذير الفرنسي للبنان شبيه بتحذير السفير الفرنسي قبيل اجتياح 1982!؟

مفهوم الدولة وشروط تكوينها 

مكامن الخلل في تجزئة الحرية؟

أهل التوحيد والتاريخ المجيد… غادروا الماضي واصنعوا المستقبل !؟

الألفية التاريخية للموحّدين الدروز

تحفّزوا بالقامات الكبيرة يا حديثي النعمة!؟

بعيداً من التبسيط.. البلد على حافة الهاوية!؟

العقوبات غير المسبوقة تصيب مقتلاً في النظام الإيراني

الموحّدون الدروز: المخاوف من إطاحة الوطن

مبادرة “التقدمي”: خطوة متقدمة لحماية الحريات العامة

على الرئيس المنشود ممارسة القمع لكي يكون مرشح الناخب الأول!؟

تلازم الفاشية مع الطائفية ومأزق الحكم

أين المصير الواحد والبلد الواحد واللغة الواحدة من كل هذا؟

المطلوب وقفة موحدة ضد النظام!

الشعوب ضحية الأطماع الدولية والأسد فقد دوره الأقليمي

بلورة المشروع الوطني المعارض

رسالة الى رئيس الجمهورية

الاطاحة بالطائف يعيدكم الى حجمكم!؟

تذويب الانقسام التاريخي لمصلحة الوحدة الداخلية