حذار من تهديدات الغرفة السوداء الموحدة
منير بركات
29 أغسطس 2016
تستحضرني إحدى حكم التاريخ والتي تسحب نفسها على واقعنا الحالي وكيف تتقاطع وتتناقض المصالح وبشكل يثير الاستهجان عندما يلتقي التطرف مع التطرف ولو كانا باتجاهان مختلفان، منذ زمن بعيد اختلف شخصان فهدد احدهما الآخر امام الملاء بحرق بيدره وموسمه من القمح، إلا أن الرجل الذي اطلق التهديد عاد وفكر بأن اي انسان من الممكن أن يستغل هذا التهديد ويقوم بعمل يعود بضرره عليه فاتخذ قراراً بأن يقوم بحراسة البيدر بنفسه، وفي إحدى الليالي جاء احدهم لحرق البيدر فقام بإعتقاله ومنعه القيام بفعلته وسلمه الى المراجع المعنية مبرئا نفسه من اي عمل يتناول غريمه رافعا المسؤولية عن شخصه امام الجميع.
إن اطلاق التهديدات ضد النائب وليد جنبلاط مرجعها غرفة سوداء واحدة لا لبس فيها معروفة ومكشوفة لذلك تعتبر جميع الأدوات المستخدمة مسؤولة عن كل محاولة تطال وتمس الزعيم الوطني وغيره، وردة الفعل من اهلنا وشعبنا سوف تكون قاسية ضد كل شريك مهما علا شأنه، فاليتحسسوا رؤوسهم ويكونوا جزء من الحماية وليس جزء من ارتكاب الجريمة.
إلى كل من يجهل او يتجاهل التعاطف المبدئي والوطني والشعبي مع وليد جنبلاط يرتكب حماقة ويقع في فخ الاسد ويكون ضحية اي عمل ارعن قد يقدم عليه، من المفترض الخروج من الاوهام الموعودة في ترتيب الوضع اللبناني بشكل ينسجم مع محاولة تعويم النظام السوري وإعادة رسم خريطة المنطقة على اجساد الشعوب لا سيما الشعبين السوري – اللبناني وليس من خيمة فوق رأس أحد، لذلك على الجميع العودة عن رهان المشاريع المتهاوية، وللقريب قبل البعيد لكي لا يدفع ثمن تفجر الاحتقان الهائل والمزمن في باطن امتنا، وشعبنا والذي لن يرحم احدا وبالتحديد في هذه الكتلة العربية الوطنيه التي كانت وما زالت وبقيادتها الحكيمة والمعتدلة والحريصة تحافظ على السلم الأهلي وتشرع التنوع، والتعدد، والعيش المشترك وتعمل على مشروع بناء الدولة.