المملكة ووفاة الملك
منير بركات
23 يناير 2015
انها تاريخ الدولة – العائلة التي تسعى قيادتها الى الانتقال بمجتمعها المتمسك بالموروث من العادات والتقاليد الى الحداثة، فتعترضها العقبات وهي تحاول ان تبرز الوجه المتسامح والمعتدل للاسلام في اصوله، بعكس الصور البشعةالتي ظهرت بثقافة عنفية بشعة من خلال اعمال البعض من المتشددين الذين قادهم الاجرام الى ارتكاباتهم الهمجية، غير المبررة والمستنكرة وكان الملك عبدالله في طليعة التصدي لكل اشكال الارهاب رحمه الله. ان التتالي في حكم المملكة والذي بدأ بالملك عبد العزيز “ابن سعود” مرورا بابنائه بعد وفاته سنة 1953 والذي تلاه في الحكم كل من الملوك سعود-فيصل-خالد-فهد-الى الملك عبدالله ليبايع الملك سلمان من مواليد1936 وولي العهد. مقرن آخر ابناء عبد العزيز من مواليد 1943.
لقد حكمت السعودية وهي الارض الغنية بالثروات بواسطة رجل بدأ حياته صغيرا حافي القدمين، وفي الوقت الذي كان فيه الملك خالد الحاكم المطلق بسلطات وثروات غير محدودة، لتصبح المملكة اللاعب الاساسي في اهم الادوار في صناعة الاحداث الاقليمية والدولية والمؤثر والمتأثر بغناها الروحي وتراثها الاسلامي ثم بغناها المادي بالرغم من محاولات اضعاف الدور السعودي مؤخرا وابراز الدور في المنطقة الى ثلاثية قائمة على اسرائيل وايران وتركيا والهدف تغييب المشاركة العربية الا ان الملك عبدالله واجه بقوة للحفاظ على القامة السعودية والعربية من خلال حرصه على التوازن في المنطقة والذي حصن وضعه باصلاحات وتقديمات داخلية ورفعه شعار مواجهة الارهاب وبسحب كل المبررات في استهداف المملكة مهيئا المناخ لخلفه من اجل الاستمرار في تثبيت هيبة المملكة العربية السعودية ودورها.
————————————
(*) رئيس الحركة اليسارية اللبنانية