تراث كمال جنبلاط حيا في ذاكرة التاريخ
منير بركات
23 ديسمبر 2014
اكبر واعظم تكريم هو استمرار فكره في الحياة، وبقائه هو في ضمائر الشعوب، وبصماته محفورة بصخور الصوان التي تختزن الماء، واقل ما نقول فيه بانه كان يوظف كل شيئ في السياسة والفلسفة والنظرية والبحث العلمي، بالثقافة وبالاقتصاد من اجل الانسان والبعد الانساني كان يعتبر كل شيئ في خدمته ومن اجل مساعدته في اكتشاف حقيقة ذاته التي تظهر حقيقة الوجود، ولتحقيق هذه الذات ونيله حريته وسعادته، الانسان ليس عبدا للحضارة بل وجدت الحضارة لخدمته، بل تتطور وتنمو لأجله. وان المجتمع في كل مؤسساته ليس هدفا وغاية ومنها السياسية بل وسيلة الى بناء الانسان.
كلما راجعنا ادبياته نكتشف اشياء جديدة فيها وهي قابلة للحياة والتطبيق، وما الحركة الاخيره التي قادها الحزب التقدمي الاشتراكي، الا بجوهرها الانساني وفي خدمة الانسان الذي يبدو في مجتمعنا من ارخص الكائنات، فنجح محاولا تلازم النظرية بالممارسة ومن خلال اليات مدعومة بالموقف السياسي والشعبي وليأتي قرار المجلس البلدي لمدينة بيروت ولو متاخراً في تسمية احد شوارعها تيمناً بالشهيد كمال جنبلاط، الا ان هذه الخطوة المشكورة تاتي كنتيجة طبيعية لشهادته وفكره وحزبه، وهو الذي لم يطالب يوما ان ينتصر علىاحد بل الانتصارعلى الذات هو انجاز للمجتمع وللوطن.
لقد تمحور فكره حول الانسان اولا واخراً والدولة تنجح او تفشل ومن خلال مؤسساتها بقدرما تخدم هذا الانسان هذا هو المعيار الحقيقي الذي سنبني عليه المستقبل في معركة متواصلة ومستمرة، وحبذا لو تعمم اسماء الرموز الوطنية على شوارع بيروت بديلا عن اسماء رموز الاستعمار باشكاله المختلفة، وذلك تخليدا لذكراهم.
(*) رئيس الحركة اليسارية اللبنانية