نوستالجيا المختارة وسيد القصر!

وهيب فياض (الأنباء)

يتساءل من لا يعرفون عن قرب قصر المختارة ووليد #جنبلاط، عن اخبار يقرأونها أو صور يشاهدونها، لزيارات او مبادرات تكريم يقوم بها سيد القصر تباعا لاناس تعرفهم العامة، وآخرين قد لا تعرفهم الا الخاصة.

اما من يعرفون قصر المختارة ووليد جنبلاط حق المعرفة فيرونها زيارات ومبادرات طبيعية بمعزل عن حسابات الزعامة، لمناضلين واصدقاء ورفاق درب وتاريخ على مدى نصف قرن تقريبا.

ومن عايش وعاصر حقبة السنوات الاخيرة من عمر الشهيد كمال جنبلاط، ومسيرة وليد جنبلاط، يعرف ان قصر المختارة الذي صنع ويصنع فيه تاريخ لبنان الحديث، لا يغيب عن ذاكرة سيده ولا عن قلبه وعقله، اسماء عايشها وعايشته.

كمال جنبلاط ووليد جنبلاط

 أسماء عاشت معه ايام الأمل وأيام الالم، ايام القرارات الصعبة، والاحداث الجسام، ايام الفرح والانتصار كما ايام الحزن الوطني والحزن الشخصي. بعض من هذه الأسماء عاشوا في غرف القرار، وبعضهم عاشوا على باب الانتظار لتنفيذ القرار.

 ان من يبادر وليد جنبلاط بالامس واليوم وغدا الى زيارتهم او تكريمهم او ذكرهم امام الناس في كل مناسبة، يعني لهم هذا الرجل، كل ماضيهم وحاضرهم، وكل عمرهم وذاكرتهم.

كثيرون مروا في ساحات وباحات القصر، عشرات ان لم يكن مئات الآلاف، ولكن من تذكرهم هذه الساحات، قد لا يتجاوزون بضع مئات، ممن احبهم القصر كما أحبوه، حتى لكأنهم يشكلون ذاكرة حجارته وردهاته وغرف الاستقبال فيه، بل وغرف البيت الداخلي، التي احبوا ساكنيها بقدر ما احبهم الساكنون.

انهم بشؤونهم وشجونهم وحكاياتهم يشكلون ذاكرة القصر الحقيقية، يتناقل أخبارها السلف عن الخلف.

 منذ لَبْس وليد جنبلاط العباءة وحتى اليوم، هناك من لا يغيب عن البال والحكايا، وبالتاكيد لا يغيب عن وجدان البيك.

تيمور وجنبلاط

كيف لا يبادر ويكرم ويزور من كانوا يستقبلون الناس في بيته ويودعونهم، ويشكلون فريق عمل يوزع المهام فيما بينهم لخدمة من يعرض مشكلته في ديوانه المفتوح للجميع؟

 وهل يمكنه ان ينسى او يتناسى، رغم كل المشاغل أولئك الذين كانوا يعودون مظفرين من معاركهم فتملأ هتافاتهم الأسماع، ثم تراهم هادئين عند سماع آرائه وتعليقاته؟

او من كانوا يحفظون امن الناس السياسي والاجتماعي يوم انعدم الأمن على مساحة الوطن أسماء كثيرة لو يتسنى ذكرها لضاقت بها الصفحات؟

كيف لا يبادر ويكرم ويزور من أصبحوا جزءا من الذاكرة الجماعية، منهم من قضى ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

انهم أناس لم يطلبوا لأنفسهم شيئا، بل كانوا جنودا بعضهم معلوم وبعضهم مجهول، لخدمة وطن اقتنعوا ان قرارات قصر المختارة تضمن استمراره وديمومته. ادوا ادوارهم في ساحات الصراع بكل جدية واخلاص ورجولة، والكثير الكثير منهم ادركوا ان الستارة أسدلت على فصل من فصول تاريخ لبنان، وكانت لهم فيها ادوار متفاوتة، طويلة او قصيرة، بطولية او عادية، ولكنهم ادوا دورهم وأسدلت الستارة وصفق الجمهور.

واليوم ينصفهم وليد جنبلاط بالمبادرات والتكريم، في زمن تعاقب الأجيال الذي يطال الجميع، فسنة التجديد من ثوابت التاريخ، ووليد جنبلاط شغوف بالتاريخ الذي أنتج الحاضر وسيصنع المستقبل ووفي لمن صنعوا وسيصنعون التاريخ ولكن الأدوار تتجدد، باشخاص يتعاقبون بسلاسة انسياب النهر الذي لا نغتسل بمياهه مرتين.