تحية إلى سليمان فرنجية!
وهيب فياض (الأنباء)
12 نوفمبر 2015
اللبنانيون، وأنا واحد منهم، شعب عنيد على ما يقول زياد الرحباني، أي أنهم يجادلون ولا يقتنعون ويبقى كل منهم بعد الجدال على موقفه.
ولكنني أعترف أن رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية أقنعني في حديثه التلفزيوني رغم كوني لبناني قح وعنيد جداً في أمور عديدة.
أولها وأهمها أنه إبن بيت عريق يمارس السياسة بحرفية وإتقان مصقولين بالتجربة، ويستلهم تاريخ عائلته ليصنع مستقبلها.
وثانيها أنه يحكم العقل في صداقاته وعداواته وتحالفاته وإختلافاته مع الآخرين، متجاوزاً في أحيان كثيرة أحداثا لا تستطيع إلا قلة من السياسيين تجاوزها، وعدم بناء مواقفهم على أساسها.
وثالثها أنه ممن يحفظون العهد والود والجميل والصداقة بمعزل عن الأرباح والخسائر سياسية كانت أو شخصية.
رابعها أنه إستطاع أن ينأى بنفسه عن موضوعات خلافية مع حلفاء وخصوم رغم إعلانه مواقف واضحة منها.
حديث سليمان فرنجية التلفزيوني أعد بعناية ودقة لدرجة أنه إستطاع أن يجعل عنيداً ينسى هذه الصفة اللبنانية المتأصلة، ليقول أنه قدم نفسه كما يشتهي، وأن رصاصه كان مطاطياً يوجع ولا يجرح، وغيظه مكظوم، يلمح ولا يرى، وهدفه واضح يستطيع إصابته دون يمزقه كالغربال.