فلسطين يا حبيبتي!

وهيب فياض (الأنباء)

 حلمتُ بك الليلة تتجسدين في تمثال فينوس، مبتوراً من الوسط، ومقطوع اليدين ولكن رخامه الأبيض يشع نضارة تحت ضوء الحقيقة الساطع!

حلمتُ بك عذراء من الحور العين، رغم تعرضك للاغتصاب يومياً على مدى سبعين عاماً!

حلمتُ بك حورية تستلقي على أرض خضراء من البحر إلى النهر! نهر الاْردن يغسل شعرك الذهبي بالنور بسبب جفاف مياهه، والبحر يُستقبل بحب قدميك العاريتين إكسيراً عجائبياً يعيد لمياهه زرقتها الصافية، وينظفها من جيف الكلاب النافقة!

حلمتُ بك رغم جمالك الأخاذ، غاضبة، حانقة تصرخين في وجه كل من يدعي أنه يحبك!

صراخك أيقظني، ودعاني لأكتب بالحرف ما سمعتك تقولين:

أيها الكذابون المنافقون الدجالون النرجسيون حتى العظم بحيث لا تستطيعون أن تحبوا إلا ذواتكم!

سئمتُ من جعلكم لي سلماً للوصول إلى الأمجاد والجماهيرية والحكم!

ومن تعليق أهدافكم على كتفي لإكسابها شرعية لا تمتلكها ومصداقية تفتقدها!

سئمتُ من نحركم لأعدائكم باسمي
ومن سوقكم للناس قطعاناً للذبح وإقناعهم أنهم قرابين على مذبحي!

سئمتُ من عرضكم لجسدي عارياً تحت شعار تحريري ممن عراني فيما هدفكم رفع سعر بيعي في سوق نخاسة نفوذ الدول، وإبقائي أسيرة عارية للمساومة!

سئمتُ من إستلالكم لي كالسيف كلما شعرتم بخطر  يهددكم، ووضعي على صدوركم حجاباً يحميكم من غضب من  تذلون وتقهرون وتسجنون وتطعنون!

سئمتُ إستباحتكم لاوطانكم وجعلها ساحات للقتال العبثي وتضييع حريتها وإستقلالها وإختراعكم مفاهيم هجينة لمعاني السيادة والديمقراطية تفوح منها روائح محاكم التفتيش بجرائمها وسجانيها متسترين وراء رخام تمثالي الأبيض المضيء تحت أنوار الحقيقة لإخفاء بشاعة وجوههم!

لو أن للنوايا روائح لما وجدتم من يستطيع الاقتراب منكم!