عن الحروب الجديدة وتداعياتها

رامي الريس

مع تبدل أنماط ومكونات الصراعات والنزاعات في المنطقة العربية والشرق الاوسط بفعل دخول لاعبين جدد الى الحلبة من خارج إطار النادي التقليدي للدول، تتخذ التطورات منعطفات خطيرة وغير مسبوقة على أكثر من صعيد.

صحيحٌ أن حروباً عديدة قد شهدها العالم ومعظمها اتخذ الطابع المذهبي والطائفي مثل الحروب الأهلية التي تنقلت بين مختلف القارات والبعض الآخر كان قائماً على قواعد مختلفة بين الدول أهمها وأشهرها الحرب العالمية الأولى والثانية، ولكن الحروب التي تشهدها المنطقة العربية مغايرة نوعياً لما كان يحصل في السابق.

الجغرافيا السياسية تشهد تحولات جديدة، وما ظهر أنه قمع لإرادة الشعوب في حقبة الحربين العالميتين وفصل الشعوب العربية عن بعضها البعض من خلال اتفاقية سايكس – بيكو الشهيرة، أصبح معاكساً الآن مع تخوف الشعوب من سقوط الحدود الجغرافية بين الدول لا سيما في سوريا والعراق.

فإسقاط الحدود، عدا عن كونه يأتي بعد عقود من قيام الكيانات القومية والوطنية وتبلور أنماط سياسية ومجتمعية واقتصادية متباينة، إلا أنه (أي الاسقاط) يتم من خلال تنظيمات إرهابية متشددة تفرض سطوتها ونفوذها بالحديد والنار والقتل والإجرام، وهي تتلطى خلف الدين الذي هو حتماً براء منها.

من أجل كل ذلك، تحمل التحديات المستجدة تساؤلات تاريخية حول شكل المنطقة في السنوات المقبلة مع تقدم تلك المجموعات المتطرفة وتساقط الجيوش أمامها، في ظل صمت دولي مريب حيال هذه الظاهرة. وكأن الغرب لا يدرك أن لهذا التغاضي نتائج وخيمة داخل المجتمعات الغربية ذاتها وفي الكثير منها جاليات اسلامية كبيرة تراقب وتتابع وتتفاعل مع الحدث الاسلامي في سوريا والعراق وسواهما.

——————————————-

(*) رئيس تحرير جريدة “الأنباء” الالكترونيّة

Facebook: Rami Rayess II

Twitter: @RamiRayess

اقرأ أيضاً بقلم رامي الريس

عن الخرائط التي تُرسم والإتفاقات التي تتساقط!

التسوية شجاعة وإقدام!

الأحزاب وبناء الدولة في لبنان

أعيدوا الاعتبار لـ “الطائف”!

الإعلام والقضاء والديمقراطية!

وفروا مغامراتكم المجربة… واقرأوا!

عن “الأقوياء في طوائفهم!”

ما بعد الإنتخابات النيابية!

لمن سأقترع في السادس من أيّار؟

إنه السادس من أيار!

لائحة المصالحة: قراءة هادئة للعناوين والتطلعات

لا، ليست إنتخابات عادية!

عن تجاوز الطائف والأكلاف الباهظة!

الشعب الإيراني يريد النأي بالنفس!

الإصلاح ثم الإصلاح ثم الإصلاح!

للتريث في قراءة مفاعيل التريث!

كيف ستنطلق السنة الثانية من العهد؟

تغيير مفهوم الإصلاح!

“حبيبتي الدولة”!

من حقّ الناس أن تتعب!