إنه السادس من أيار!
رامي الريّس
19 أبريل 2018

ليس يوم الإنتخاب المنتظر في 6 أيار المقبل يوماً عادياً. إنه يوم الديمقراطية اللبنانية التي تبقى رغم كل عثراتها وتشوهاتها وتبعثر نتائجها، ورغم القانون الغريب العجيب الذي تم إستيلاده على عجل (بعد تسع سنواتٍ من المراوحة!)؛ إلا أنها تبقى تشكل متنفساً وفسحة أمل للبنانيين.
ليس مفاجئاً أن تتوسل بعد الأطراف، خصوصاً ممن يبنون سياساتهم على الحقد والكراهية، خطابات التحريض لتحريك الغرائز النائمة علها بذلك ترفع حواصلها الإنتخابية الهابطة كأخلاقياتها المرتكزة على نكران الجميل والجحود والوصولية.
لكن الأهم هو مستوى الوعي لدى المواطنين الذين يتعطشون لممارسة حقهم الديمقراطي بالإختيار والإنتخاب بعد تسع سنوات من الإنتظار.
والأكثر أهمية هو أن مسؤولية القوى السياسية، مهما وصلت الخصومة السياسية والحماوة الإنتخابية فيما بينها، أن تؤمن مناخات تتيح خوض الإستحقاق بأعلى درجات من الهدوء. فمسؤولية تخريب مناخات الإستحقاق تقع بالدرجة الأولى على مطلقي خطابات التحريض، وليس على الآخرين.
إنما مع كل ذلك، فإن أخطر ما في هذه الإنتخابات هو خلوها التام من السياسة، بالمعنى الواسع للكلمة، وغياب التنافس السياسي بين اللوائح، وأحد أسباب ذلك هو البناء الهجين للتحالفات الإنتخابية، فترى حزباً يتحالف مع هذا الطرف في هذه الدائرة وضده في دائرة أخرى، دون أي إعتبار لعناوين سياسية أو تقاطعات معينة حول ملفات ما.
إنما الدافع الوحيد هو كسب المقاعد وتوسيع حجم الكتل البرلمانية.
صحيح أنه من الحقوق المشروعة لأي حزب سياسي أن يسعى لتعزيز حضوره السياسي في المجلس النيابي، ولكن ثمة أخلاقيات يفترضها العمل السياسي والوطني بالحد الأدنى، وهي باتت مفقودة بالكامل تقريبا.
ليس صحيحاً أن السياسة تسقط عندما ترتفع الأخلاق، فالعكس صحيح تماماً، مهما بلغ الأداء السياسي عند بعض القوى هذا الدرك من الإنحدار والتلذذ في الجلوس في القعر!
——————————
(*) رئيس تحرير جريدة “الأنباء” الالكترونيّة