لمن سأقترع في السادس من أيّار؟
رامي الريّس
2 مايو 2018
في السادس من أيار، سأقترع لخيار المصالحة الوطنية والسلم الأهلي الذي تطلب الوصول إليه تضحيات ثمينة في الحرب وما بعد الحرب.
سأقترع لمن بذل الجهود المضنية على مدى عقود لحماية الجبل والوجود وللخروج من أتون الإنقسامات ودعا إلى وحدة الصف والكلمة.
سأقترع لمن ناضل في سبيل مشروع الدولة، فلم يغطِ مرتكباً أو مخطئاً أو مخالفاً حتى لو لم تكن قراراته شعبية.
سأقترع لمن تمسك بإتفاق الطائف كوثيقة سياسية أسكتت المدفع وأرست الإستقرار السياسي والأمني.
سأقترع لمن سدد الأثمان السياسية والشعبية من رصيده الشخصي في سبيل تلافي إنزلاق لبنان نحو المجهول في أكثر من منعطف.
سأقترع لمن سعى جاهداً لحماية المصلحة الوطنية العليا وحماية الشريحة التي يمثلها بحكم النظام الطائفي والمذهبي اللبناني متجاوزاً أي تناقضات قد تولدها هذه المصالح التي قد تتقاطع حيناً وتتضارب أحياناً.
سأقترع للخط السياسي الذي قاده الحزب التقدمي الإشتراكي بعد ولادته سنة 1949 إلى جانب العمال والفلاحين والمعلمين والمثقفين.
سأقترع لمن رفض الفساد وقاد الثورة البيضاء سنة 1952 وأسقط الرئيس بشارة الخوري ثم رفض تشويه هوية لبنان وقاد ثورة 1958.
سأقترع لمن إعتبر أن السياسة والأخلاق لا يتناقضان وأسس لنهج جديد في محاربة الإقطاع الذي إتهم به، فوزع عقاراته وأملاكه على الفلاحين والعمال والكادحين.
سأقترع لمن إلتزم قضية فلسطين وتمسك بها طوال حياته السياسية، ولمن دعا للوحدة الإقتصادية العربية لمكافحة الفقر والأمية والجهل.
سأقترع لمن واجه وحيداً الدخول السوري سنة 1976 ودفع حياته ثمناً للمؤامرة العربية- الدولية التي هدفت إلى ضرب الثورة الفلسطينية وإسقاط القرار الوطني اللبناني المستقل.
سأقترع لمن أعلن البرنامج المرحلي للإصلاح السياسي الذي تبنته الحركة الوطنية اللبنانية سنة 1975 والذي لا تزال بنوده صالحة للتطبيق في يومنا هذا!
سأقترع لمن خاض حرب الوجود عندما فرضت عليه، ثم عقد سلام الشجعان والمصالحة التاريخية معلناً بكل جرأة “حرب الجبل ولّت إلى غير رجعة”.
سأقترع لمن ساهم بتعليم أكثر من 12 ألف طالب بصمت ودون ضجيج إعلامي ودعم عشرات مؤسسات “المجتمع المدني” في السكن والطبابة والصحة والشؤون الإجتماعية دون إصدار كشف حساب في آخر كل شهر!
سأقترع لمن دعم دون ضوضاء بيوت القرى التي تجمع أبناء البلدات في أفراحهم وأتراحهم، وفتح داره ووقف إلى جانب الناس دون إنقطاع ما لم يحتّمه مرض أو سفر!
سأقترع إلى من أخذ بصدره وعلى كتفيه ملاحقة تقصير الدولة وإداراتها ومؤسساتها محتملاً خلط الرأي العام بين دور الأحزاب ودور الدولة معيداً ذلك لحجم التوقعات والحاجات في آن.
نعم، لأجل كل هؤلاء سوف أقترع.
سأقترع لجيل الشباب والتجدد والتغيير الذي يحترم مسيرة القدامى ويبني عليها ويفتح الباب أمام أجيال وأفواج جديدة تأخذ على عاتقها إكمال المسيرة وإبقاء الشعلة مرتفعة والراية خفاقة.
سأقترع لكمال جنبلاط.
سأقترع لوليد جنبلاط.
سأقترع لتيمور جنبلاط.
——————————
(*) رئيس تحرير جريدة “الأنباء” الالكترونيّة