لائحة المصالحة: قراءة هادئة للعناوين والتطلعات
رامي الريّس
27 مارس 2018

بكلمات مقتضبة إنما معبّرة، وضع رئيس “لائحة المصالحة” تيمور جنبلاط عناوين سياسية هامة تعكس رؤيته المرحلة المقبلة، وهي تتمحور حول النقاط الأساسية التالية:
1- التأكيد على المصالحة والعمل الحثيث مع الشركاء في الجبل على تمتينها وتعزيزها بهدف الحفاظ على التعددية والتنوع وحماية الإنجاز التاريخي الذي صنعه النائب وليد جنبلاط مع البطريرك مار نصرالله بطرس صفير وتطلب تحقيقه تضحيات كبيرة.
أما الكلام غير المسؤول الذي صدر من بعض الأصوات محاولاً تسخيف هذا الإنجاز، فهو يعكس حالة الفراغ التي تعيشها تلك الأصوات سياسياً وشعبياً، لذلك كان التصويب على المصالحة.
2- تكريس المصالحة بالإنماء، وهو ما بذل في الحقبة السابقة النائب وليد جنبلاط جهوداً كبيرة لتحقيقه، مع الإعتراف طبعاً بأن الحاجات تبقى كبيرة وأن الأحزاب السياسية لا تستطيع أن تحل محل الدولة.
وبالتالي، التأكيد على الإنماء هو مفصل أساسي في خطاب رئيس اللائحة ويعكس قناعة جميع مكوناتها. وليس خافياً أن تيمور جنبلاط يملك رؤية إصلاحية واضحة وأطلق عدداً من المشاريع خصوصاً في السكن والإنماء بالإضافة إلى العمل المتواصل في مجال فرص العمل والتوظيف.
3- الإهتمام بالريف كي لا يبقى على هامش النشاطات الإقتصادية لا بل أن تكون له دورته الإقتصادية الخاصة خصوصاً بعد أن صارت المدن مكتظة بالسكان والأرياف شبه فارغة.
4- تضمنت الكلمة إعترافاً بالهوة القائمة بين المواطنين والسياسيين وهي بذلك عكست وعي تيمور جنبلاط كشاب مقبل على العمل السياسي على ضرورة ردم تلك الهوة، لا سيما أن ذلك لا يتحقق بالكلام والوعود الفارغة إنما بالعمل المستمر والمتواصل.
5- التجديد: إذ تضمنت لوائح الحزب التقدمي الإشتراكي واللقاء الديمقراطي ترشيحات جديدة لشخصيات تحظى بإحترام المواطنين، بالإضافة إلى أسماء شخصيات مخضرمة ولها تجربتها في العمل السياسي والإنمائي، دون إغفال تضحيات عدد من النواب الذين سيتركون العمل البرلماني لكنهم سوف يبقون في صلب الخط السياسي.
في نهاية المطاف، القرار والخيار للناخب أولاً وأخيراً. هو مدعو بوعي ومسؤولية لا سيما أن اللوائح المنافسة للائحة المصالحة تتضمن أسماء إستفزازية توحي بتسللٍ مستعاد لحقبة الوصاية التي تكبد اللبنانيون الإثمان الباهظة للتخلص منها!
هو عرس الديمقراطية، فلنمارسها بحرية ومسؤولية، بعيداً عن استحضار الخطاب الطائفي والغرائزي، ولتكن منافسة رياضية تحت سقف القانون!
——————————
(*) رئيس تحرير جريدة “الأنباء” الالكترونيّة