تيمور جنبلاط “ووصية والده”! 

د. وليد خطار

بين زعامة المختارة وجماهيرها علاقة مِميزة لها مسلماتها الاجتماعية والسياسية تستند على مسؤولية تاريخية لهذه العائلة عن محيطها ومواطينييها ووطنها. 

لن نعود الى تاريخ قديم بل ما عشناه معها في فترات حرجة من تاريخنا جعلتها مصدر اعتزازنا وولاؤنا في فترة قاربت على السبعين عاماً. 

وسقط كمال جنبلاط شهيداً واستشهد معه مرافقيه ومعهم العشرات من الأبرياء في القرى المجاورة للمختارة والذي عاصر تلك الفترة ان بعض المرتبطين بالنظام السوري هم الذين بدأوا عمليات القتل ومن ثم شاركت بعض الرموز التي حركتها غرائزها وقلة وعيها. 

كمال جنبلاط

لماذا اليوم يفتح هذا الملف المؤلم من تاريخ  العيش المشترك في الجبل وذلك بجولة قام بها الاستاذ تيمور جنبلاط الى قرى الشوف الاعلى في لقاء مع أهالي هذه القرى؟

انه بالتأكيد ليس صدفة وليس لدواعٍ انتخابية ولا مناطقية وليس له علاقة بالحزبية ولا بغيرها.

هو جاء إتماما لمرحلة بدأها الرئيس وليد جنبلاط ويكملها تيمور جنبلاط بأن الطريق الذي رسمه المعلم الشهيد عند انتفاضته على الذهنية السائدة في بداية عمله السياسي عندما أسس مع مجموعة من رفاقه الحزب التقدمي الاشتراكي بفكره ونهجه التغييري العلماني البعيد كل البعد عن العصبية المناطقية والطائفية حاملا قضية الانسان في كل مكان وزمان وبذل حياته في سبيل ما أمن به؛ جاء اليوم تيمور جنبلاط يكمل طريق والده مستندا الى فكر جده الإنساني العلماني التقدمي.

وكانت جولته لتأكيد التزامه بقضايا الناس وهمومهم ومشاكلهم في حقبة زمنية لا يحسد ولا نحسد عليها في زمن بابلي بامتياز، زمن سقوط المبادىء والاخلاق في هوة عميقة. فكان التأكيد على النضال من اجل البقاء في هذه المنطقة الحساسة من الوطن مستذكرا وصية والده عندما قال له:

IMG-20170618-WA0003

قبل نحو 6 سنوات عندما أتى والدي إلى باريس وكنت تخرّجت من جامعتي ووصل مع الست نورا والاستاذ غسان سلامة، وقتها قال لي على حدا بضعة عبارات ستبقى برأسي طيلة حياتي”، قال: “مهما حصل في لبنان وكان ذلك قبل احداث سوريا والعراق، والربيع العربي…، عليك أن تدافع عن وجودك، وتحافظ على الوجود الدرزي والمسيحي في الجبل”.

وقال أيضاً: “مهما حصل فلن يستطيع أحد تغيير اي شيء في لبنان، وطبعاً لن نستطيع تغيير شيء، لاحظوا أننا وصلنا إلى ذلك”.

PSP-ph M Assaf-947

هذه “الوصية” الواقعية المسندة الى مسؤولية تاريخية لهذه العائلة عن هذه المنطقة في مرحلة مفصلية نمر بها داخليا واقليميا تزيد من علاقة الجماهير بها وبتاريخها وصدقها، وأمانتها وما مهرجان الأربعين في ذكرى الشهادة الا اكبر دليل اننا موجودين وسنبقى موجودون. 

(*) عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي

(الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم د. وليد خطار

غوانتنامو رومية وملحقاته

هل تأخذ النقابات دورها؟

إنتخابات نقابة أطباء الأسنان: ثورة على أداء الأحزاب والمؤسسات

متى سيتحول الدكان إلى وطن؟

القيادة بالأفعال وليس بالأقوال: تحرير أسرى السويداء نموذجاً!

التأليف الحكومي: إبحثوا عن العقدة السورية!

الجولان راية الصمود عن الأمة المنكوبة

جمال التسوية الجنبلاطية

التلوث الحقيقي

مهرجان راشيا سياحة مميزة

العمل التعاوني والزراعة: للابتعاد عن الفردية!

واجبنا التهدئة

هل ستعود الوصاية؟

الحريات في السجن الكبير

عن السويداء وبطولات رجالاتها!

جنبلاط وحده القادر على حماية جبل العرب!

الوصاية السورية مستمرة

التيار الوطني المر!

لغة الضاد ولغة الكومبيوتر

إنها الروح الفولاذية!