متى سيتحول الدكان إلى وطن؟
د. وليد خطار
17 نوفمبر 2018
بعيداً من السياسة ومخلّفاتها، نحاول المضي قدماً في إبقاء شعلة الأمل موجودة ولو بضعف، إنه بالإمكان أن نتحول من دكان مرتهن على شاطئ البحر إلى ما يشبه الوطن، وتأتيك المفاجآت.
من المعيب ما حدث في الرملة البيضاء، واجهة بيروت البحرية ومتنفس أهلها الذين يواجهون الاختناق بين المكعبات الإسمنتية الجشعة، فجاء تبرير رئيس البلدية أشبه بمحاولة غسل يديه من مواجهة فضيحة إغراق بيروت بمجاريرها.
بأي قاموس أخلاقي مقبول أن يطل مسؤول ليبرر إغراق مدينة بمجاريرها لأن أحدهم أقفل المجرور بكميات هائلة من الإسمنت. وافتراضاً أن التبرير صحيح، أليس من المعيب إعلان ذلك. من المسؤول عن عين المدينة الساهرة على راحة أهلها؟ والأبشع من ذلك تحفّظه عن تسمية المتعدي انطلاقاً من شفافية مشكورة وتحويل المسألة إلى التحقيق والقضاء.
والفضيحة الثانية أُردفت باعتذار من قيادة الجيش عندما جرى أسر الألوف من المواطنين اللبنانيين داخل سياراتهم بسبب تدابير سير اتخذتها قيادة الجيش بمناسبة عرض عسكري لعيد الاستقلال.
وبما أن الجيش يبقى الأمل في خضم الصراع الإقليمي على الوطن، ويبقى الحصن المنيع لأمثالنا الذين يراهنون على تحول الدكان إلى وطن، في موجة مصيرية من الخطر الوجودي الزاحف إلينا من الفساد المستشري في رفوف هذه الدكان أو من خلال صراعات إقليمية تحاول جرفها إلى البحر ولو بمجارير عاصمتها، نطرح السؤال القديم الجديد الذي أطلقه أحد السياسيين في استعراضه لمشاكلنا.
إلى أين؟
نعم الى أين؟
ولم يجبنا وليد جنبلاط عن سؤاله الذي طرحه في بداية تفاقم الأوضاع الداخلية والإقليمية. وأصبح هذا السؤال على كل شفة ولسان. لم يجاوبنا إلا عبر مخاوف كبيرة واستعراض لعدّاد الدين المتراكم علينا وعلى الأجيال التي لم تولد بعد.
لم يجاوبنا الا عبر تسويات يحبكها بقطبة الحائك الذي يقوم برثي سجادة بالية يحاول الحفاظ عليها لانعدام قبول أصحاب القرار بتحديثها وإيجاد بديل لها يحفظ كرامة المواطن ويحوّل الدكان الى وطن.
عدّاد الدين يكبر والهجرة تزداد والأمل بتحول الدكان أو المزرعة أو المحطة إلى وطن يحفظ مواطنيه يموت رويداً رويداً، فهل من معجزة تحيي العظام وهي رميم؟
*عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي