واجبنا التهدئة
د. وليد خطار
22 سبتمبر 2018
لأن المواطنية تجمعنا مع جميع مكوناته، ولأن لبنان بالنسبة لنا كمجتمع وطني علماني هو البداية والنهاية، ولأن الضريبة التي دفعها شعبنا في حروبه الأهلية كبيرة، وأليمة، وطالت جميع أفراده بغض النظر عن الانتماء السياسي أو المناطقي أو المذهبي.
من الواجب على جميع مكونات الوطن ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وعدم الانجرار إلى مهاترات لاتغير في المعطيات التي نواجهها من حصار لئيم مصدره معروف ومن ينفذه مغلوب على أمره.
التهدئة مطلوبة من حرصنا على الوطن، تهدئة من غير ضعف، ومن غير تنازل عن حقوقنا الوطنية فلبنان لنا أولاً نحن الذين قدمنا على مذبحه خيرة شبابنا من كل مناطقه وأحزابه وطوائفه في حروب الآخرين على أرضنا ولن ندخل في التسميات ولَم يقصر أحد في فتح ونسج العلاقات مع دول الخارج الذي ومنذ مئات السنين ينصبون أنفسهم وبتبعيتنا حماة للطوائف اللبنانية. وماذا فعلوا غير زيادة الانقسامات والحروب الأهلية وتدمير الروح الوطنية على حساب تنمية الانتماءات الدينية والمذهبية والمناطقية.
المطلوب ضبط النفس حرصاً على الوطن.
المطلوب تهميش كل بوق خارجي الانتماء وتحويل نشازه اللئيم إلى أنشودة تزيد من التلاحم الوطني المنشود.
المطلوب نضال دؤوب مستمر دون كلل ولا ملل لتحقيق المطالَب الشعبية والوطنية، ولكن على طريقة المهاتما غاندي، سلام من غير ضعف، وصمود من غير تحدٍّ، ومحبة من غير كره.
إن الفقير اللبناني المسلم مطلبه في حياة كريمة ليس عند الفقير المسيحي الذي يتحمل نفس العبء والمعاناة المعيشية والتعليمية والحياتية. وهذه حقيقة دوماً يعمل الخارج على تنميتها ليبقى الانقسام واقعنا والمذهبية انتمائنا والوطن آخر همومنا.
المطلوب التهدئة .المطلوب تنمية الروح الوطنية لهذه الأجيال التي تنمو وتترعرع في ظل الانقسامات والانتماءات البعيدة عن الوطن. فالعودة إلى الحق خير من الاستمرار في الباطل.
وطننا يجمعنا، لبنان وطننا. لندفن من تاريخه كل الآلام التي تحملناها على مر العصور، وليبقَ هذا البصيص الجميل من الأمل في الوصول إلى وطن النجوم.
*عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي