التلوث الحقيقي

د. وليد خطار

اذا أردنا أن نسلط الضوء على الموضوع الأكثر سوءاً في لبنان، نرى أن التلوث يتربع على رأس القائمة دون منازع.

التلوث الذي نعاني منه، ليس من نفاياتنا، ومجاريرنا، ومياهنا، وتربتنا، وطعامنا، بل هؤلاء جميعاً، ورغم تأثيراتهم الحياتية علينا، فحلولهم ممكنة مستطاعة لو توفرت النية والإرادة والتصميم على الحلول المستدامة لهذه المؤثرات القاتلة.

المشكلة الأساسية التي تمنعنا من إيجاد الحلول لهذه الملوثات المميتة، أن هذا المرض ضرب عقولنا، وتفكيرنا، فانعدمت إيرادتنا، وشلّ تفكيرنا، عن تنفيذ الحلول التي تعيد لنا حياتنا، وحياة وأولادنا، واستمرارية نسلنا، وبالتالي سرمدية وطننا الذي تعلمنا في مدارسنا أنه الأغلى، والأبقى، والأهم ، فأصبح للأسف مصدراً للتلوث الذي يفتك بِنَا، يتربع على سيادته طبقة سياسية، همها تعبئة جيوبها، من مالنا وتعبنا وعرقنا، وهم لم يكتفوا بذلك، بل تمددت سرقاتهم إلى الأجيال المقبلة التي أعدموها قبل أن تولد.

هذه هي مشكلتنا التي نعاني منها وهو تلوث هذه الطبقة السياسية النيرونية الحاكمة التي لا تتوانى عن حرق البلد لإشعال سيجارة.

فنيرون متأصل في أخلاقها وتصرفاتها، فهو أحرق روما مرة في التاريخ، وهم بفعل تلوث عقولهم، يحرقون جيلاً كل يوم.

استعملوا الطائفية للتفريق بين الجائع المسيحي والمسلم.

استعملوا المناطقية للتفريق بين ابن البقاع وعكار وابن بيروت والمتن وكسروان.

استعملوا الفساد لحماية أنفسهم بطبقة فاسدة على شاكلتهم.

اغتالوا الفكر الوطني لصالح الفكر الطائفي.

قتلوا الإنسانية فينا، استأصلوا الشعور بالكرامة، فأصبح الذل لطلب الواسطة لتحصيل لقمة الخبز مصدراً نتباهى به.

العلم والعمل حقنا الطبيعي أصبح حلماً مات تحت نعالهم. أولادهم يتعلمون ويأكلون وأولاد الشعب يفتشون في قذاراتهم عن شيء يسد رمقهم.

التعليم والاستشفاء والماء والكهرباء والعمل من الثوابت الحياتية، من المعيب أن تكون في القرن الحادي والعشرين مصدر إذلال لشعب يتباهى أنه صدّر الأبجدية إلى دول العالم.

ونعود دائما ونسأل إلى أين؟

ولَم نسأل مرة واحدة لماذا؟

• عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي

اقرأ أيضاً بقلم د. وليد خطار

غوانتنامو رومية وملحقاته

هل تأخذ النقابات دورها؟

إنتخابات نقابة أطباء الأسنان: ثورة على أداء الأحزاب والمؤسسات

متى سيتحول الدكان إلى وطن؟

القيادة بالأفعال وليس بالأقوال: تحرير أسرى السويداء نموذجاً!

التأليف الحكومي: إبحثوا عن العقدة السورية!

الجولان راية الصمود عن الأمة المنكوبة

جمال التسوية الجنبلاطية

مهرجان راشيا سياحة مميزة

العمل التعاوني والزراعة: للابتعاد عن الفردية!

واجبنا التهدئة

هل ستعود الوصاية؟

الحريات في السجن الكبير

عن السويداء وبطولات رجالاتها!

جنبلاط وحده القادر على حماية جبل العرب!

الوصاية السورية مستمرة

التيار الوطني المر!

لغة الضاد ولغة الكومبيوتر

إنها الروح الفولاذية!

للتذكير وإنعاش الذاكرة!