الجولان راية الصمود عن الأمة المنكوبة

د. وليد خطار

لقد حالفني الحظ انه في بداية دراستي الجامعية عام ١٩٧٨، كانت مع مجموعة من شباب الجولان. جاؤو عبر الصليب الأحمر لأكمال دراستهم في جامعة دمشق.

لم يكن الرابط الديني هو الذي جمعني معهم بقدر ما هي الروح الوطنية المتجذرة في تفكيرهم، والتزامهم، فكانت هي الجاذب الأساسي مع هذه المجموعة التي تعيش تحت الاحتلال منذ صفقة بيع الجولان عام ١٩٦٧.

أربعون شابا بدأنا معا دراستنا الجامعية وهم موزعين على جميع كليات جامعة دمشق بكافة الاختصاصات المتوفرة والتي رغبوا بدراستها فكانت غربتهم القسرية عن أهلهم وهم على مسافة بسيطة منهم لا تشكل ضيقا لهم اكثر من عدم استطاعتهم استعادة هويتهم التي استبدلتها السلطات السورية بهوية دخول على القيادة القطرية وهي أقرب لهوية مخابرات من ان تكون هوية مواطن.

كانت الحوارات السياسية فاكهة جلساتنا ونحن في عمر متقارب ننحدر من موقعين مختلفين نحن المعبئين ضد نظام جاهل اغتال حلمنا بقيام نظام وطني تقدمي بأغتياله المعلم كمال جنبلاط وهم القادمين من تحت الاحتلال الاسرائيلي والعاشقين لسوريا الارض والوطن رغم تأمر نظامها عليهم وعلينا وعلى كل من رفع الحرية شعارا للتغيير نحو مجتمع أفضل.

وأتذكر معاناتهم في مناسبةتحرك أهل الهضبة لرفض الجنسية الاسرائيلية ورغبتهم على القيام بتحرك داعم لهم في الجامعة والتجاهل القاتل لقضية يدفعون الدماء من أجل قيمتها الوطنية.

وكم كنت أتندر معهم حول عمالة نظامهم الذين باعهم ولا يريد إعادتهم.

الجولان مرتع الأبطال الوطنيين الذين كانوا ولا زالو نبض الأمة وسيفها وكرامتها.

اكتب هذه الذكريات في هذا الوقت الذي يقف فيها هؤلاء الأبطال الشيب مع الشباب في رفض الانتخابات الاسرائيلية والتمسك بالهوية العربية وتقديم دروسا في الوطنية والتعلق بالأرض ورفض الظلم رغم معاناة القهر والاحتلال.

تحية لكم يا أهل الجولان بكل اطيافكم فأنتم ومنذ خمسين عاما تحملون راية الشرف والوطنية والصمود عن هذه الأمة المنكوبة.

*عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي 

اقرأ أيضاً بقلم د. وليد خطار

غوانتنامو رومية وملحقاته

هل تأخذ النقابات دورها؟

إنتخابات نقابة أطباء الأسنان: ثورة على أداء الأحزاب والمؤسسات

متى سيتحول الدكان إلى وطن؟

القيادة بالأفعال وليس بالأقوال: تحرير أسرى السويداء نموذجاً!

التأليف الحكومي: إبحثوا عن العقدة السورية!

جمال التسوية الجنبلاطية

التلوث الحقيقي

مهرجان راشيا سياحة مميزة

العمل التعاوني والزراعة: للابتعاد عن الفردية!

واجبنا التهدئة

هل ستعود الوصاية؟

الحريات في السجن الكبير

عن السويداء وبطولات رجالاتها!

جنبلاط وحده القادر على حماية جبل العرب!

الوصاية السورية مستمرة

التيار الوطني المر!

لغة الضاد ولغة الكومبيوتر

إنها الروح الفولاذية!

للتذكير وإنعاش الذاكرة!