التيار الوطني المر!

د. وليد خطار

بين المرارة والحريّة مسافة كبيرة لا تقاس بالمسافات ولا بالايام ترفع شعار الحرية وتمارس بحق المواطن ابشع انواع المرارة وهذا قمة الاستهتار بأقل حقوق المواطنية.

الوطن ليس لكم وحدكم، الوطن لنا جميعا، حذار من اللعب بالنار وتجاوز المحظورات!

تيار وطني حر يعود بِنَا الى شعار مارسته المارونية السياسية في فترة ما قبل الأحداث اللبنانية يقول (ما لنا لنا وما لكم لنا ولكم) من خلال عصبية طائفية شوفينية تضرب بعرض الحائط جميع المواثيق والاعراف والقوانين التي تنظم العلاقة بين العائلات اللبنانية ليكون هناك اتفاق على وطن.

نعم اتفاق على وطن ومع ذلك تتناحر فيه جميع انواع العصبيات الطائفية والمذهبية والمناطقية تنتهك فيه اقل حقوق الانسان في المواطنية الحقيقية فيصبح هناك اولاد ست وأولاد جارية.

للقاصي والداني نقول: لن تستقيم الأمور هكذا في ظل هذه النظرة النرجسية المتعالية التي تستقوي بالخارج لفرض أمور غير مقبولة على شركائهم في الوطن.

من قال لهؤلاء وكيف ينظرون الى المرسوم رقم عشرة انه لإعادة المهجرين السوريين؟

الا يَرَوْن انه وضع لعدم عودتهم وتوطينهم في أمكنة تهجيرهم؟

بدون ضمانات دولية كيف سيعود المواطن السوري الى مقصلة الاسد؟ الا يرى هؤلاء ان ضمانة النظام عدم عودتهم وضمانة لإسرائيل عدم عودتهم وضمانة للنفوذ الروسي والأمريكي بعدم عودتهم لهذا وضع هذا القانون لعرقلة العودة والمشاركة الفعالة بالاتفاق الأميركي الروسي بأولوية أمن اسرائيل.

تيار وطني حر سيجلب المرارة الى المسيحيين اولا واللبنانيين ثانيا من حيث اللعب بمسلمات لا تبدأ بمصالحة الجبل التي وقعها الكبار ويحاول الصغار نقضها ولا تنتهي بالعلاقات مع المحيط العربي التي تستوجب اتفاق وطني عليها لا ان يقررها فريق ما ويضرب بعرض الحائط بالأعراف والدساتير والقوانين.

التيار الوطني المر الى اين؟

تأملنا بالحريات فأصبحت فضائح الأجهزة على كل لسان.

تأملنا بقانون انتخابي عصري فجلب القانون من ادراج التاريخ ولمع بلمعة الأديان والمذاهب.

تأملنا بالكهرباء كما وعدتم فجاءت وعودكم بتضاعف الدين العام وأصبح الأمل ألما.

تأملنا ببناء وطن بعد عناء فتحول الى دكانة على البحر تبيع  بؤساً وهجرة وقمعاً وجوعاً.

تأملنا بوطن نفديه  فأعادتنا مرارة التيار الى  احلام في الوطنية والسيادة والاستقلال.

 

(*) عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي

اقرأ أيضاً بقلم د. وليد خطار

غوانتنامو رومية وملحقاته

هل تأخذ النقابات دورها؟

إنتخابات نقابة أطباء الأسنان: ثورة على أداء الأحزاب والمؤسسات

متى سيتحول الدكان إلى وطن؟

القيادة بالأفعال وليس بالأقوال: تحرير أسرى السويداء نموذجاً!

التأليف الحكومي: إبحثوا عن العقدة السورية!

الجولان راية الصمود عن الأمة المنكوبة

جمال التسوية الجنبلاطية

التلوث الحقيقي

مهرجان راشيا سياحة مميزة

العمل التعاوني والزراعة: للابتعاد عن الفردية!

واجبنا التهدئة

هل ستعود الوصاية؟

الحريات في السجن الكبير

عن السويداء وبطولات رجالاتها!

جنبلاط وحده القادر على حماية جبل العرب!

الوصاية السورية مستمرة

لغة الضاد ولغة الكومبيوتر

إنها الروح الفولاذية!

للتذكير وإنعاش الذاكرة!