قانون الإنتخاب وإفطار بعبدا!
د. وليد خطار
12 يونيو 2017
…وإجتمع ساسة البلاد على مائدة في بعبدا ليمارسوا مظهراً غير حضاري من مظاهر شهر رمضان المبارك حيث الإفطارات لم تعد موائد الرحمن بل أصبحت موائد السياسيين الذين يسخّرون المناسبات لتمرير مشاريعهم.
لسنا هنا في معرض إستعادة الافطارات الممتدة من القصر الجمهوري إلى أحزاب البلاد وجمعياتها المدنية التي أصبحت تستجدي المواقف والدعم والمال من مظهر أخرجوه من مضمونه أي الصيام والافطار!
إجتمعوا في بعبدا وطلع الدخان الأبيض، من إستنساب النسبية على قياس الموجودين من زعماء البلاد وممثليها الدينيين والزمنيين وقسموا البلاد إلى خمس عشرة دائرة إنتخابية تلائم الحضور في ضمان البقاء في سدة المسؤولية وطلاء التمثيل بألوان جميلة لم تغب عن المشهد السياسي اللبناني.
الفرحة عمت الشعب المنتظر أمام شاشات التلفزة إقرار هذا الحدث الجلل الذي إنتظره طويلا وسمع عنه المطولات من الدراسات والخطابات وجاء وقت التفصيل حيث يجلس الشيطان اللعين في الكلمات والنصوص والتعابير، وبدأت لجان الأحزاب تجتهد في الدرس والتمحيص لضمان الحصص من تطبيقات هذا القانون الحضاري في مشهد مذهبي لا يمت إلى الحضارة بصلة!
يا سادتي الحكام لا تعقدوا نسبية قانون الانتخاب بإمتحان التأهيل وضربات الترجيح ولا مكان له بين أقدام اللاعبين على مسرحكم وأنتم تريدون ضمان النتيجة قبل الإمتحان، وآخر همومكم صحة التمثيل ومصلحة شعبكم وأول إهتمامكم المحافظة على مواقعكم ومراكزكم وياقاتكم التي لن تبقى جميلة ومرتبة.
الطائف دستور إرتضيناه ودفنا جميعاًك حرباً أهلية إستنزفت وطننا، وذقنا منها الأمرين.
لماذا لا تطبقوه بحذافيره دون تدوير وتلوين واجتزاء علنا نصل إلى نظام حضاري يحفظ أجيالنا المقبلة من دمار وخراب وحروب أجبرتنا على تغيير دستورنا والإمعان في تعديله كلما هبت علينا رياح التمديد والتجديد، علنا نصل إلى تحقيق حلمنا في الوصول إلى وطن الكفاية والعدل، وطن تنتفي فيه المحسوبيات وتحل الجدارة مكانها ويصحح الانتماء وتعود الغاية إلى الانسان فهو الهدف الوحيد لجميع هذه المتغيرات!
(*) عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي.
(الأنباء)