إليك يا معلم
د. وليد خطار
8 مارس 2017
أربعون عاما مضت على شهادتك يا معلم.
ولا تزال شمعتنا المضيئة التي تنير واقعنا المظلم، نعود إليك، نفلفش أوراقك، ونسمع أحاديثك، ونقرأ مؤلفاتك ونتعلم.
انت يا معلم يا من ترسخت صورتك في ذاكرتنا وكلماتك لا تزال محفورة في وعينا، وقامتك النحيلة ببذلتك الكاكي تتطل علينا في المواقع العسكرية.
تشد من ازرنا وتعطينا القوة والشجاعة والإيمان بأن الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء.
كم عشقناك قائدا وطنيا قل نظيره في هذا الشرق الحزين.
وكم كنت ولا زلت مثالنا الأعلى وانت رفيقنا الاول تدعونا للقائك تتحفنا بتوجيهاتك تنير طريقنا ترسخ ايماننا بان النصر آت آت لا محالة.
لم تكن يا معلم بالنسبة لنا رئيسا لحزبنا فقط، بل كنت الرئيس والمعلم والقائد والأب والرفيق والصديق، لقد كنت بالنسبة لنا النور المشع في ظلمة التآمر الدولي والاقليمي الذي حرمنا منك ونحن بأشد الحاجة لك ولقيادتك. لكن رغم الم الاغتيال الذي اصابنا جاءت قيادة وليد جنبلاط لتستمر معها المسيرة وتبقى المبادىء مباديء والرجال رجال.
بعد أربعين عاما على الشهادة لا نزال نواجه ما بدأت بمواجهته من تآمر الاخوة الأعداء وقد تغيرت أسماؤهم وبقيت مؤامراتهم وتوسعت اهدافهم وتطورت أساليبهم ولا نزال كما علمتنا رأس الحربة في مقارعة هذا المشروع الذي حصد الالاف من الشهداء الأحياء في ضمير الوطن.
بعد أربعين عاما على الشهادة بقي الحزب التقدمي الاشتراكي حزبك الذي أسسته وعولت عليه ان يكون موئل الأحرار والوطنيين بقي كما عهدته وكما اردته برئاسة وليد جنبلاط حافظا العهد مجددا الوعد بان هؤلاء الذين ليس على صدورهم قميص سيحررون العالم.
بعد أربعين عاما على الشهادة لا تزال المختارة المختارة محجة الوطنيين المؤمنين ان هذه الزعامة التاريخية للمختارة كللتها بتأسيس حزبنا التقدمي الاشتراكي الذي حمل أفكارك ونأمل ان يكون الاداة في تحقيق المثل العليا التي ناديت بها وقدمت حياتك من اجل منعتها وتطبيقها.
بعد أربعين عاما على شهادتك وفِي الذكرى المئوية للولادة نرى انتقال عباءة الزعامة من الابن الى الحفيد في تقليد لم تتعود عليه المختارة وللأسف دائما كان على وقع الشهادة.
اليوم نستذكر، أربعون عاما مضت على اغتيال جسدك وغياب روحك، كم من المؤامرات التي سقطت أمام مواقفك وشجاعتك وصمودك.
وانت القائل:
“لم نعد وحدنا في العالم المطلوب إنما المطلوب هو الصمود”.
اليوم وفِي هذا الزمن السئ يطل علينا البعض من جهلة التاريخ والاجتماع يزايدون علينا بإصلاحات طرحتها يا معلم متكاملة وهم ينادون بها مجتزأة تؤدي رسالة معكوسة للأصلاح الذي اردته، بل تؤسس لفتنة لا تحمد عقباها.
يزايدون علينا بنسبية القانون الانتخابي الذي طرحته قبل تدرج أكثرية شهابذة الساسة في مواقفهم، وهم الذين تعودوا على قول “لا اله” فقط دون إكمال الآية الكريمة.
وبعد أربعين عاما على شهادتك المطلوب ان يتحلوا بالجرأة ويكملون الآية الكريمة “لا اله الا الله” وليطبقوا ما ناديت به من مباديء اصلاحية ويعودوا الى الوطن فنحن بأنتظارهم