السلاح الى ما بعد حيفا ام الى ما بعد القصير؟؟..

د.صلاح ابو الحسن

يقاتل حزب الله اسرائيل لسببين: الأول، استرجاع الاراضي المحتلة “المسلوبة” من قبل العدو الإسرائيلي في الجنوب والثاني، الدفاع عن “حق الفلسطينيين” في استعادة حقوققهم الشرعية..

ويقاتل حزب الله الشعب السوري ايضا لسببين: الأول، حماية الدور الايراني، والثاني، الدفاع عن “حق النظام السوري” في قهر الشعب السوري.

في فلسطين حقوق مسلوبة من العدو الصهيوني، وفي سوريا، حقوق الشعب السوري في الحرية والعدالة والديمقراطية، “مسلوبة” من قبل “النظام البعثي” منذ اربعين سنة..

حزب الله قاتل اسرائيل في تموز 2006، وخاض “حربا استباقية” من اجل حماية قوى الممانعة الممثلة بإيران وسوريا.. وهو يقاتل اليوم الشعب السوري في “القصير” حماية لدول الممانعة ذاتها..

والسؤال من اجل ماذا ترسانة الأسلحة لدى “حزب المقاومة” والمائة ألف صاروخ؟؟.. هل هي لتنفيذ تهديداته الى “ما بعد.. بعد.. حيفا”.. ام الى ما بعد.. بعد.. القصير..

هل حزب الله يقاتل اسرائيل ام يقاتل اعداء اسرائيل؟؟؟

ضحايا العراق وفلسطين و”الربيع العربي” حتى بداية ايلول العام 2011، بلغ: في مصر وتونس والبحرين حوالي 1400، وضحايا ليبيا حوالي ثلاثين الفا، وضحايا اليمن حوالي 2000، وضحايا العراق ابان الاحتلال الأميركي 4500، وضحايا الإنتفاضة الفلسطينية الثانية حوالي 3400، ومجموعهم اقل من اربعين الفا، فيما قتلى النظام السوري ضعفي هذا العدد حتى اليوم.. اما الضحايا فهم بالملايين بين معاق ومهجر ولاجىء..

وللتذكير فان ضحايا القنبلة النووية الامريكية الملقاة على هيروشيما ونغازاكي في اليابان اقل من قتلى النظام السوري.. هناك قنبلة نووية، وهنا صواريخ تحمل مواد كيميائية تقتل ببطء..

حزب الله يستثمر المقاومة لهدفين متناقضين، وفي الحالتين فان الحزب يحتل اراض سورية، فيما يقاتل العدو الاسرائيلي الذي يحتل اراض لبنانية..

وفي كل الحالات، سواء في لبنان ام في سوريا، القرار ايراني.. والتنفيذ لحزب الله!!..

في سوريا يقاتل حزب الله، دفاعا عن القرى الشيعية وعن السيدة زينب وعن النظام الأسدي الذي يتلطى بالطائفة الشيعية وينفذ اوامر ايرانية..

كنا مع سايكس – بيكو.. نحن اليوم مع “هلال خصيب” يضم قوى “الممانعة”: نظام نوري المالكي والنظام الأسدي وحزب الله بقيادة ايرانية – اسرائيلية.. وبرعاية روسية – اميركية.

اليوم نحتفل بالذكرى الثالثة عشرة لمعركة “التحرير”، يوم دحرت “المقاومة”، المحتل الاسرائيلي والحقت به هزيمة لن ينساها، ولم يشهد لها مثيلا من كل أنظمة “الممانعة” الذي يدافع حزب الله عنها..

ولكن، شتّان بين “عيد” الألفين.. و”النصر الالهي” في العام 2006، وبين “مذلة” الـ 2013، يوم تحولت بندقية “المقاومة” باتجاه الشقيق والصديق.. الذي احتضن اهالي المقاومين في بيوته وقلوبه.. خاصة في “القصير” وحمص وفي كل انحاء سوريا.. وهل سقوط الشهداء “الجهاديين” سيكون ايضا “نصرا الهيا” على اهل القصير وطرابلس؟؟..

الذين يقاتلهم حزب الله اليوم في “القصير” لم يكونوا مرتزقة وعملاء وخونة ولا سلفيين ولا “كفار” ولم يميزوا بين شيعة وسنة، او بين مسيحي ومسلم، يوم احتضنوا اهلهم في العام 2006، بل كانوا مواطنين سوريين ومن “اشرف وأنبل وأصدق وأوفى الناس”.. يا سيّد!!..

من تغير؟؟ وما الذي تغير اليوم؟؟ أهل القصير وحمص أم حزب الله.. واوامر وفتاوى “ولي الفقيه”..

لقد تعودنا “الوفاء”.. يا سيد.. فأين هو الوفاء في “القصير”؟؟؟؟

فبعد حرب الـ2006، “المجيدة”، كانت المكافأة لأهل بيروت والجبل في العام 2008، بـ7 ايار “المجيد”!!

وكانت “المكافأة” ذاتها في ايار 2013، لأهل القصير وحمص!! انها الأيام “المجيدة” تتكرر..

في وقت مضى قال القائد الفلسطيني الكبير صلاح خلف “ابو اياد” عبارته الشهيرة “طريق القدس تمر عبر جونيه” وقامت يومها قيامة “جنرالات” “الجبهة اللبنانية”.. وهذه العبارة شكلت ممرا ومبررا لدخول القوات السورية الى لبنان بدعوة من جنرالات الجبهة اللبنانية..

اليوم تعلن ايران ان طريق القدس تمر عبر “بيروت والقصير” فيما “جنرال التيار”، يهب ويجهد لتبرير تدخل الوكيل الشرعي لايران في حمص.. وينادي بتحرير القدس وكل فلسطين، عبر لبنان.. فهل يستعيد “الجنرال” حقبة “الجبهة اللبنانية” ويستدعي اليوم الوصاية الايرانية؟؟!!

انتبه يا جنرال “المشروع الارثوذكسي” ويا ايها البطريرك السياسي.. طريق فلسطين لا تمر عبر “القصير” ولا عبر بيروت ولا على دم الشعب السوري!!..

وطريق فلسطين وايران، لا تمر حتما، عبر بيروت والشويفات والجبل، ولا عبر زقاق البلاط وراس النبع وبشارة الخوري!!..

طريق فلسطين وطريق طهران لا تمران لا في القصير ولا في طرابلس.. ولبنان يبقى أهم من نظامي الأسد وخامنئي.. يا جنرال..