الكرة في ملعب فريق 8 آذار والفرصة لن تتكرر

بقلم سمير منصور

ﻻ يزال المشهد السياسي بعد تطورات اﻻسابيع الماضية أقرب إلى الصدمة المستمرة بتداعياتها على طرفي اﻻصطفاف السياسي في 8 و 14 آذار؛ ويفترض أن هذا اﻻصطفاف بشقيه لم يعد موجوداً بعدما إختلطت اﻷوراق وآل المشهد – الصدمة إلى ما يلي: رئيس الكتلة النيابية اﻷكبر في مجلس النواب واﻷبرز في مكونات 14 آذار الرئيس سعد الحريري يرشح أحد صقور 8 آذار النائب سليمان فرنجية.

وبعد تداعيات هذا القرار المدوي جاء القرار – “الصدم” من معراب حين أعلن المكون المسيحي اﻷبرز في 14 آذار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ترشيح خصمه اللدود رئيس “تكتل اﻻصلاح والتغيير” النائب ميشال عون للرئاسة، يعني الركنان اﻷبرز في 14 آذار يرشحان “صقري التحالف مع النظام السوري وإيران وحزب الله”، عون وفرنجية!

فرنجية - الحريري

أي مشهد أفضل يمكن أن يحلم به الفريق المذكور؟ قطعاً الكرة أصبحت عنده وبات مسؤوﻻ أمام اللبنانيين أكثر من أي وقت مضى عن إستمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية… وليس امامه سوى ان يجتمع فوراً وأن يتفق على أحدهما أو أن يترك اﻷمر لصندوق اﻻقتراع في مجلس النواب.

ربما يبدو اﻻقتراح ساذجاً وفيه الكثير من التبسيط، ولكنه اﻷمر الطبيعي والسلوك الدستوري الطبيعي والحقيقة التي نسيها كثيرون وضاعت في خضم الجدل البيزنطي والمصالح اﻻقليمية والدولية.

وهذا الواقع يطرح سؤاﻻً مشروعاً وملحاً وهو: هل أن حزب الله وفريق 8 آذار يريد إنتخابات رئاسية أم ﻻ؟ وهل أن اللبنانيين ملزمون باﻻستمرار في دفع ثمن الحسابات المتشعبة والتي تمتد من دمشق إلى طهران مروراً بالرياض وصوﻻً إلى موسكو وواشنطن؟

وﻻ يعني ذلك على اﻻطلاق أنه ليس للفريق اﻵخر حساباته المشابهة، ولكنه في اللحظة السياسية الراهنة يبدو بريئاً من دم اﻻستحقاق الرئاسي المصلوب منذ أكثر من سنة ونصف!

وأقل ما يمكن قوله: ليقرر فريق 8 آذار فوراً من هو مرشحه الجدي، فرنجية أم عون أم ﻻ أحد منهما؟

nasrallah-aoun

ثمة إشارات بدأت تتظهر تباعاً من خلال حملة إعلامية و”حوارات” تلفزيونية تصب في خانة التصويب “الناعم” على فرنجية واﻻيحاء أن عون هو المرشح الجدي ﻻ فرنجية، وذلك في موازة سجال مستمر بين بنشعي والرابية كان آخره سؤال عون من خلال المكتب اﻻعلامي لرئيس “تيار المردة” عن مصير المواقف السابقة وﻻ سيما تلك المتعلقة بقانون اﻻنتخابات وأولويته وتقديمه على إنتخابات الرئاسة.. وكله إختفى بعد ترشيح جعجع لعون!

ثمة موقف يمكن أن يختصر حقيقة الأمر وهو تأكيد عون من خلال تصريحات لبعض نوابه أن ﻻ انتخابات رئاسية إذا لم يكن عون هو الرئيس، والتأكيد على “أننا لن ندخل في مغامرة المشاركة في جلسة إنتخابات ﻻ تضمن وصول عون”!

هل يحمل الموقف المنتظر اليوم من الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الخبر اليقين؟