عاصفة  معراب الى انحسار والمشهد الرئاسي على حاله!

بقلم سمير منصور

“قمة معراب” التي خطفت الأضواء مساء الإثنين كانت أقرب إلى إحتفالية منها إلى حدث سياسي كبير، وإن تكن قد أحدثت دوياً يوازي ذاك الذي أحدثته مبادرة زعيم “كتلة المستقبل” الرئيس سعد الحريري بإعلان تأييده رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، ذلك أن تلك “القمة” وان يكن عنوانها إعلان تأييد  رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون في إنتخابات الرئاسة، فإنها لا تعني فوزه بها، ويمكن القول إنها لم تحمل جديداً بعدما بات معروفاً منذ فترة غير قصيرة أن جعجع سيلعب ورقة عون، ولا يعني ذلك على الإطلاق التقليل من أهمية الحدث، ولكن حدوده، حتى الآن على الأقل، لا تتجاوز تحقيق التوازن بين ترشيحي عون وفرنجية، فاحتساب  الأصوات بناء على المواقف المعلنة للكتل النيابية، لا يؤكد حتى الآن وصول عون، ولا يزال فرنجية متقدماً ولا سيما في حال حصوله على تأييد حزب الكتائب والمستقلين في فريق 14 آذار.

ومرة جديدة، ينبغي إنتظار المواقف النهائية لكتل بارزة أولها الكتلة الأكبر في مجلس النواب وهي “كتلة المستقبل” و”كتلة الوفاء للمقاومة” أي نواب “حزب الله” وكذلك كتلتي النائب وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري “اللقاء الديمقراطي” و”التنمية والتحرير” وقد ألمح بري إلى “ترك الحرية” لنوابه  في حال انحصرت المواجهة بين عون وفرنجية، وهنا  يبدو جانب آخر من التوازن المطلوب للفوز بالرئاسة و”بيضة القبان” ليست حصراً عند فئة معينة من الكتل النيابية، وللتذكير فإن رئاسة الجمهورية ليست شأناً إسلامياً أو مسيحياً بحتاً بل شأن وطني يعني اللبنانيين جميعاً، وقد بلغ “تطبيق” الاستحقاق الرئاسي حد الإساءة الكبرى ودائماً لغايات ومآرب شتى تصب في النهاية عند حسابات شخصية لا عند أهداف ومبادىء وطنية…

jonblat-berri

وهذه العاصفة السياسية التي أحدثها “لقاء معراب” تزامناً مع عاصفة طبيعية شتوية إجتاحت لبنان، ستنحسر يوماً بعد يوم ويبقى الأهم أحتساب الأصوات والمواقف النهائية، المحلية منها والإقليمية والدولية.

بالأمس إختلط المشهد في “احتفالية معراب” وكلٌ إحتفل على طريقته: من الطبيعي أن تكون المصالحة بعد أكثر من ربع قرن من “الحروب” بين رمزين لدودين، موضع إرتياح عند اللبنانيين  والمسيحيين خصوصاً، وقد عانوا الأمرين من الحروب بين الطرفين وقد بلغت المعاناة ذروتها في حجم الخسائر البشرية والمادية في ما عرف بحربي “التحرير” و”الإلغاء”…

عون معراب

وسط هذه الأجواء لا شيء نهائياً حتى الآن، ولا يزال المشهد على حاله: مرشحان بارزان هما عون وفرنجية، وآخرون في مقاعد الاحتياط من المرشحين المستقلين في صدارتهم الوزير السابق جان عبيد، بالإضافة إلى أسمين يترددان كلما وصلت السياسة إلى طريق مسدود هما قائد الجيش العماد جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وسفير لبنان في الفاتيكان جورج خوري، بالإضافة إلى اسماء أخرى قريبة من البطريركية المارونية كالوزراء السابقين دميانوس قطار ووديع الخازن وزياد بارود، وكلها تبقى في إطار التسريبات حيناً والمناورات السياسية في معظم الأحيان…

كثيرون إستفادوا من “عاصفة معراب” في طليعتهم ميشال سماحة، فقد خطفت العاصفة السياسية الأخيرة الأضواء عن العاصفة التي آثارها قرار إطلاق سراحه رغم إعترافه بالصوت والصورة بنقل متفجرات من دمشق إلى بيروت للقيام بأعمال تفجير وقتل وإغتيالات وخصوصاً في عكار والشمال عموماً لإثارة حروب طائفية ومذهبية!