فرنجية متقدما السباق الرئاسي… زمن اﻻحراج والصمت والضبابية!

بقلم سمير منصور

لم يكن متوقعاً ان ينتهي اللقاء المنتظر بين المرشحين الرئاسيين النائبين ميشال عون وسليمان فرنجية الى إيجابيات بعد ما استبقه عون ببيان لتكتله النيابي مفاده ان كل شيء على حاله وانه لا يزال المرشح الأول. وفي ظل غياب التوافق واستمرار تعطيل النصاب القانوني لجلسات الانتخاب يبقى الاستحقاق الرئاسي في خضم التجاذبات الداخلية والخارجية.

واياً تكن المؤثرات اﻻقليمية والدولية في اﻻستحقاق الرئاسي، فإنها تصبح محدودة المفاعيل في مواجهة موقف وطني موحد، او اقله موقف من المعنين مباشرة بهذا اﻻستحقاق ترشيحا واقتراعاً. وعلى سبيل المثال ﻻ الحصر اذا اتفق “الأربعة اﻷقوياء” في التكتلات النيابية والحزبية المسيحية (ميشال عون، سليمان فرنجية، سمير جعجع، أمين الجميل) على مرشح منهم، فإنهم يحرجون الجميع محلياً واقليمياً ودولياً ويجبرون “الخارج” اياً يكن على احترام خيارهم. واﻵن تبدو الكرة في ملعب كثيرين، واولهم “اﻷربعة اﻷقوياء”، وللمناسبة ثمة نقاش حول مفهوم الرئيس القوي، فهناك أقوياء غيرهم وربما أقوى سواء بالحضور السياسي او بشبكة العلاقات المتينة في الداخل والخارج، ويقول أحد هؤﻻء: “القوي هو من يتمتع بثقة الناس وهو اﻵدمي الذي يستطيع لم الشمل” ثم يضرب أمثلة على رؤساء جمهورية أثبتوا قوتهم في الحكم ومن خلال حسن اﻷداء.

bkerke-rouba3i5

إنه زمن اﻹحراج والصمت والضبابية في بعض المواقف: ومع حفظ اﻷلقاب للجميع، ميشال عون محرج بطبيعة الحال ويواجه صدمة سياسية لعلها اﻷقوى في حياته وثمة كلام كثير منه ومن اوساطه ومؤيديه ليست اقله استعمال مفردات “الخيانة” والطعن بالظهر وما شابه من كلمات تعبر عن تلك الصدمة…

سمير جعجع يواجه مرحلة لعلها اﻷدق في مسيرته السياسية والحزبية، يواجه مرشح تسوية إقليمية ودولية، اسمه سليمان فرنجية، اي خصمه السياسي اللدود وربما أكثر…

أمين الجميل يعتصم بحبل الصمت وﻻ حول له وﻻ قوة، تاركا التحرك السياسي المعلن لنجله سامي من موقعه في رئاسة حزب الكتائب، وجالساً في ما يشبه مقاعد اﻻحتياط في الملعب الرئاسي. وأما الورقة التي تبدو عنصر قوة في يد سمير جعجع وهي التلويح بتأييد عون رئيساً للجمهورية فهي قمة اﻻحراج: هل يغير “الجنرال” خياراته السياسية التي تشكل أساس الخلاف مع جعجع؟ وماذا لو أعلن “الحكيم” تأييده دون اي تغيير في تلك المواقف، كيف يواجه جمهوره ومؤيديه؟

aoun-frangieh-nasralla

ولعل أبرز المحرجين، وربما أكثرهم حرجاً، هو الحليف اﻻساسي لعون، اي “حزب الله” الذي يلتزم الصمت حتى اﻵن ولكنه لن يستطيع اﻻستمرار طويلاً في صمته، وفي لحظة ما سيجد نفسه أمام استحقاق حسم أمره بين خيارين احلاهما مر: هل يؤيد “الحليف الكبير الجنرال” ويترك “الحليف اﻷعز سليمان بك فرنجية”؟ ليس سراً ان “حزب الله” ضنين في علاقته بعون ويعرف الجميع مردودها في الداخل والخارج، ولكنه في الوقت نفسه ضنين بعلاقته بفرنجية… تبدو الكرة هنا في ملعب الحزب أكثر من أي وقت مضى واعلان موقفه سيشكل “بيضة القبان” في احتساب اﻻصوات. ثمة من يربط الموقف النهائي للحزب ببعض “مراكز القوى” في إيران، ربطاً باللقاء الذي تم بين وزيري الخارجية الإيراني والسعودي!

وأما الدعوات المتكررة لرئيس الكتلة النيابية اﻷكبر سعد الحريري للعودة سريعاً إلى بيروت واعلان ترشيح فرنجية “رسميا” ففيها شيء من محاوﻻت اﻻستدراج الى إحراج آخر، لكي يبادر البعض الى انتقاد “اﻹخراج” ومصدر اعلان الترشيح.

جنبلاط الحريري بري

 ويبدو رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط اﻷقل حرجاً، فقد حسم موقفه وقضي اﻷمر منذ اعلانه “عدم الممانعة” في دعم ترشيح فرنجية. وكان أول المبادرين. ويقاربه في عدم اﻻحراج رئيس مجلس النواب نبيه بري.

لن يطول زمن اﻻحراج،  فالكل مضطر الى تجرع كأس اﻻستحقاق، حلوة كانت أم مرة!