ترشيح فرنجية أكثر من جدي وقريباً تكر سبحة “اﻻعلان رسميا”

بقلم سمير منصور

إذا كان السؤال عن مدى جدية الترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية من أحد أكبر الكتل النيابية في فريق قوى 14 آذار مشروعاً في البداية، فإنه أصبح من “لزوم ما ﻻ يلزم” بعدما ثبت للجميع “بالوجه الشرعي” أن هذا الترشيح أكثر من جدي وأكبر بكثير من مناورة سياسية محلية ضيقة، وأكثر من ذلك أنه نتيجة توافق دولي إقليمي – محلي، وهو من نتائج مؤتمر فيينا اﻷخير على ما يقول مصدر قريب مواكب لحركة الرئيس سعد الحريري مضيفا أنه “ثمة توافقاً كبيراً على الخطوة” وقد ترجمت محلياً بسلسلة خطوات كان أولها إشارة صدرت عن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عندما أعلن عدم ممانعته إنتخاب فرنجية رئيسا، وقد جاء هذا الموقف بعد زيارة لجنبلاط إلى المملكة العربية السعودية ولقاء مع الملك سلمان بن عبد العزيز، كما جاءت بعد أيام من زيارة لنائب وزير الخارجية اﻻيرانية حسين أمير عبد اللهيان إلى لبنان حيث إلتقى عدداً من المسؤولين السياسيين أبرزهم اﻷمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله (اللقاء إستمر لساعات) وقد أطلق بعد أيام قليلة مبادرته الداعية إلى سلة متكاملة للحل السياسي وأبرز عناوينها الشغور في رئاسة الجمهورية وقانون اﻻنتخاب، ثم كرر الدعوة بعد أيام قليلة وقد ﻻقاه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في منتصف الطريق مرحباً بمبادرته، وبعد أيام قليلة هبت العاصفة السياسية إثر تسريب خبر لقاء باريس بين الحريري وفرنحية ودعم ترشيح الأخير للرئاسة.

jonblat-Hariri1

وأما العواصم اﻻقليمية والدولية المعنية مباشرة بتطورات الأوضاع في المنطقة، ولبنان بالطبع، فلم تكن بعيدة عن الحركة الناشطة من واشنطن وموسكو وباريس مروراً بتركيا وايران والسعودية “أنه مشروع تسوية كبرى وﻻ أظن أن أحداً يستطيع عرقلتها” يقول المصدر المشار إليه آنفاً ويتوقع في الوقت نفسه أن “تظهر المواقف” تباعاً خلال اﻻيام القليلة المقبلة بدءاً بإعلان الحريري رسمياً دعم ترشيح فرنجية، وصوﻻً إلى إعلان موقف من “حزب الله” وخياره بين المرشحين الحليفين فرنجية ورئيس تكتل اﻻصلاح والتغيير ميشال عون، وبعد الموقف المنتظر من الحزب سيكون طبيعياً أن تكر سبحة المواقف من سائر مكونات فريق 8 آذار، ومنها من يعارض ترشيح فرنحية، (عون)، ومن ينتظر “اﻻعلان الرسمي” (النائب طلال ارسلان) وآخرون غيره يبدون تأييداً مبدئياً لترشيح فرنجية في موازاة التأكيد أن مرشح فريقهم ” ﻻ يزال حتى الساعة العماد ميشال عون”.

الجميل-وفرنجية

وأياً تكن نتائج العاصفة السياسية التي نجمت عن لقاء الحريري – فرنجية فستكون لها تداعياتها وإنعكاسات مع المشهد السياسي وخريطة التحالفات وقد بدت أولى مؤشراتها في البيان اللافت للمكتب اﻻعلامي لفرنجية وقد تضمن تلميحاً ﻻفتاً إلى أنه “إذا كان إستمرار ترشيح عون فقط لتعطيل ترشيح فرنحية فهذا موضوع آخر” وذلك رداً على ما يشبه التهديد من عون عبر “تسريبة” عن لقاء فرنجية مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بـ “حلف ثلاثي” جديد في مواجهة ترشيح فرنجية (ميشال عون – سمير جعجع – امين الجميل).

عون-جعجع

وسط هذه الأجواء تبدو نقطة الضعف الكبرى عند عون – وهي في الوقت نفسه عنصر قوة لفرنحية – أن فرنجية هو “أحد اﻻقوياء اﻻربعة” في المكونات السياسية المارونية (عون – جعجع – فرنجية – الجميل) وقد سبق لعون أن قال تكراراً أن “المسألة ليست شخصية، نريد رئيساً قوياً أياً يكن”.

ها هو المرشح، الأبرز، من الحلفاء والأقوياء والفريق نفسه او ما يسميه فرنجية “الخط”!

هل عادت المسألة شخصية؟

واخيراً، وعلى الرغم من كل تلك الأجواء تجدر الإشارة الى ان الاستحقاق الرئاسي يبقى مفتوحاً على كل الإحتمالات في ظل التبدلات السياسية المتسارعة والتطورات الناجمة عن تداعيات يتلقاها لبنان يومياً نتيجة الحروب الدائرة في المنطقة وفي سوريا خصوصاً.