صـرّفوهُ

أحمد منصور

-I-

صرِّفـوهُ بالمـزاد العلـني
وطناً شـاءَه أهْـلُ الفِـتَنِ
والبراكيلُ وسـودُ المِحَـنِِ
والوطاويطُ وبُـوْمُ الدِّمَـنِ
بابلاً أمسى غُرابَ الزّمـنِ

-II-

ذَهَبٌ لاحَ…سـماءٌ رَكَعَتْ
بنجـوم فوقَ أرضٍ تنحني
كـلُّ شـيءٍ فيـهِ للبيـع ِ
إذا الصُّـفْـرُ رَنَـتْ للأُذُنِ
لا تسلْ عن حَسَبٍ أو نَسَبٍ
حين يحكي ذهبٌ في وطني

-III-

وطني الأنداءُ في الأزهارِ
تحسُوها احتِساءَ المُـدْمِنِ
وطني الشّعْرُ غناء الطّيرِ
عَزْفُ الأغْصُنِ
نكهةُ القهوةِ في دمعةِ فجرٍ
عـنـدمـا أشـربُـهـا
تـشــــــربـنـي
وطني الشمسُ.حوارُ الثّلج ِ
والـنُّـورِ السّـني
أزرقًُ الأرزِ سميرُ القِنَنِ
عَبَقُ الضّوء ِانتشاءُ الألونِ

Shouf 4

-IV-

وطني لبنـانُ فيـروزُ
لآلي من مَحَارِ الأعْيُنِ
دُرَرٌ فـوقَ ورودٍ
في مآقـي الأجْـفُـنِ
ذرذراتُ الموج ِآنَ الفقْشِ
نقْـشـاً سـوسـنـي

-V-

وطني الأنجـامُ رقصاً
فـي فـضـاءٍ فاتـنِ
بسـمةٌ بيـنَ مرايـا
ظَـمِئَـتْ للـفـتَـنِ

-VI-

وطـنـي الحسّـونُ
في راحةِ طفـلٍ ماجنِ
وطني الفـيـنـيـقُ
شقُّ الفجْرِ في التّبرِ السني
وعناقُ البحرِ والشطِّ بحضْنٍ آمنِ
وصدى عزْفِ بنـانٍ
فـي كمـانٍ كامـنِ
عودةُ الـرّوح ِإلـى
أنّى سرتْ من أزمُنِ
ورغيفٌ طابَ مسكَ المعجنِ!
وطني الإنسـانُ فـي
رؤيا صلاة ِالمؤمـنِ
وطـني … بوصلـةٌ البِشْرِ
بشـرق ٍمُحْـزنِ

Colonnes_Baalbek

-VII-

ديدنٌ لبنـانُ سـرٌّ
في مـدارِ الأعيـنِ
وطليقٌ في بحـارٍ
حزَّهـا بالسُّـفُنِ

-VIII-

إصرفوهُ ببخيس الثَّمَـنِ
بعدما ” سادومَ ” أضحى
مَفْـسَـدات الأزمُـنِ
بعدمـا شاؤوه مبغى
وشـظايـا الدَّجَـنِ
وسنـونـو الفَسْـق ِ
في العصر الدّني

-IX-

عبثٌ في الرّحـم ِ
إسقاطي بمهوىً عَفِـنِ
لسـتُ منه ليس منّي
ليسَ لبنانُ السواهي والدواهي وطني
وطنـي الشِّـعْرُ
ابتكاراً في شرارِ الألحُـنِ
في اختيالٍ فوقَ مهرِ الزَّمَنِ
في يدٍ تحملُ رأسي شمعدان المُـدُنِ
وطني لبنان ما كان نخاسات ِالزّمان القرصني
لعذارى فـي اجتيـاح ٍذئبَـني
وطني لبنانُ أنداءٌ بفجرٍ في ذهيبِ الأجْـفُـنِ
وشراعٌ يحرثُ الأمواج حرثـاً لا ينـي
إنما لبنـانكـم تابوتـكم
في أخضرٍ مُصَفْرِن ِ
كلـما ازداد اصفـراراً
كلّما انقضَّ لدمِّ آخرٍ في بدنِ
فلكم لبنانكم …. ولتدعوا
ليَ لبنـاني ونِـعْـمَ الوطنِ !…..
************