انتخابات المتن… اللعبة التقليدية “تقيّد” تشكيل اللوائح

جليل الهاشم (المستقبل)

تتسارع التحضيرات للانتخابات النيابية في دائرة المتن الشمالي على الرغم مما يشاع عن إمكان تأجيلها لفترة ثلاثة أشهر على الأقل بحسب مصادر مطلعة.

وتعمل قوى 8 و 14 آذار لاستطلاع آراء الناخبين في ما يتصل باللوائح التي يمكن تشكيلها، ويبدو واضحاً في هذا السياق أن “التيار الوطني الحر” المرتبك نتيجة ما دلّت اليه استفتاءات الرأي الأخيرة، وتلك التي أنجزها التيار نفسه، يحاول البحث جدياً عن مرشّحَيْن يواجه بهما صعود نجم النائب سامي الجميل في هذه الدائرة وموازنة التمثيل الأرثوذكسي الذي يجسده النائب ميشال المر في اللائحة التي قد تجمعه مع قوى 14 آذار في دائرة المتن الشمالي.
وفي هذا السياق أُجري استطلاع رأي انتخابي في هذه الدائرة قابل بين لائحتين، الأولى لقوى 14 آذار ضمت المرشحين: سامي الجميل سركيس سركيس إدي أبي اللمع كميل ألفرد شمعون, وعن الأرثوذكس ميشال المر- الياس مخبير , كاثوليك ميشال فؤاد حداد شاهي يراوانيان.
والثانية، لقوى 8 آذار وتضم: ابراهيم كنعان نبيل نقولا سليم سلهب إميل إميل لحود الياس بو صعب غسان مخبير إدغار معلوف أغوب بقرادونيان.
على مستوى لائحة 14 آذار، استبعد من اللائحة رازي الحاج واستُبدل بكميل ألفرد شمعون الذي يتمتع بشعبية لا بأس بها, وينشط في عمله الخدماتي من موقعه كطبيب.
كذلك يبدو أن قوى 14 آذار قد حسمت موقفها من المرشح عن المقعد الكاثوليكي لصالح المهندس فؤاد حداد ابن شقيق النائب السابق أنطوان حداد الذي يبدو أنه انسحب لصالح الأخير، ويقع حداد على تقاطع المصالح بين فريق الرئيس أمين الجميل والنائب ميشال المر في وجه أي مرشح كاثوليكي آخر.
إلا أن عاملاً إضافياً دخل على خط المعركة الانتخابية ويتمثل بحسم سمير لحود شقيق النائب الراحل نسيب لحود أمر ترشحه للمقعد الانتخابي عن الموارنة في دائرة المتن الشمالي، وهو ينطلق في ترشحه من الإرث السياسي لشقيقه الراحل ودعم حركة التجدد الديمقراطي له.
وتقول المصادر أن ترشيح سمير لحود ينطلق من مباركة العائلة وتشجيع حركة التجدد التي هو أحد مؤسسيها، ومن تحالفات سياسية تجمعه مع الفريق السياسي لقوى 14 آذار.
على مستوى لائحة قوى 8 آذار يبدو واضحاً استبدال غسان الأشقر بإميل إميل لحود عن المقعد الماروني وغسان الرحباني بالياس بو صعب الذي يتمتّع برضى “القوميين” ويعوض المقعد الماروني.
فلسفة تشكيلة 8 آذار تنطلق من تضحية العماد عون بـ”الغسانين”، الأشقر والرحباني، واستبدالهما بكل من الياس بو صعب والنائب السابق إميل إميل لحود، في مسعى عوني إلى حجب المقعد الماروني عن “السوريين القوميين”، من جهة وتسمية الياس بو صعب الذي يمثل تقاطعاً مشتركاً بين “القوميين” والجنرال عون، وطائفة الروم الأرثوذكس.
من جهة أخرى أجري استفتاء آخر للرأي هو أكثر إثارة لاعتباره استفتى آراء الناخبين المتنيين في نشأة لائحتين، الأولى تجمع إلى سامي الجميل وميشال المر كتلة التغيير والإصلاح، والثانية تضم مرشحين عن قوى 14 آذار، وقد ترك فيها مقعدان شاغران، واحد لماروني وآخر للأرثوذكس.
اللائحة الأولى ضمت عن الموارنة ابراهيم كنعان نبيل نقولا فادي عبود – سامي الجميل الياس بو صعب ميشال المر إيدي معلوف أغوب بقرادونيان.
والثانية تضم: ادي أبي اللمع سمير لحود كميل شمعون ميشال مكتف ناريغ ابراهاميان غسان مخبير.
ويأتي هذا الاستفتاء في سياق ما يحكى عن تحالف محتمل بين النائب سامي الجميل وميشال المر من جهة و”التيار الوطني الحر” من جهة أخرى تحت شعار “الوفاق المتني”، هذا التحالف الذي يقول بعض المتابعين لمجريات العملية الانتخابية في قضاء المتن إنه تم في العام 2009 من تحت الطاولة على حساب الغسانين الأشقر والرحباني عبر صناديق الأرمن، حيث “ذُبح” الاثنان لصالح سامي الجميل وميشال المر.
أما لائحة 14 آذار غير المكتملة فضمت بشكل بارز رجل الأعمال ميشال مكتف حيث بينت استطلاعات رأي سابقة انه الأقوى على مستوى المرشحين الكاثوليك.
كما أن رجل الأعمال سركيس سركيس قد حظي بنسبة تصويت فردي عالية، ويعود ذلك إلى مستوى الخدمات الذي تقدمها مؤسسته على المستويين التربوي والاستشفائي.
مصادر متنية تختم قائلة إن الصراع في المتن لا تحدده إملاءات فوقية، لأن الانقسام الشعبي هو أوسع مما تستطيع القيادات تخيّله، مما يجبرها على التراجع إلى حدود الانقسامات التقليدية وتشكيل لوائح انتخابية تراعي مجريات الخلاف السياسي القائم في البلاد.