آخر استطلاعات البترون: 14 آذار أولاً

جليل الهاشم (المستقبل)

يعيش قضاء البترون في الشمال اللبناني على وقع التحضيرات الجارية للانتخابات النيابية في ظل مؤشرات تشير الى أن توازن القوى الذي حكم انتخابات الدورة السابقة ما زال كما هو، لجهة احتفاظ قوى 14 آذار بالمقعدين المارونيين، اللذين يشغلهما حالياً النائب الشيخ بطرس حرب، والنائب عن حزب القوات اللبنانية أنطوان زهرا، من دون ان تغيب في المقابل تحضيرات قوى الثامن من آذار، خصوصاً السعي الدؤوب للجنرال عون إلى إيصال صهره الوزير جبران باسيل الى الندوة البرلمانية عن مسقط رأسه مدينة البترون.

مصادر بترونية تحدثت عن استطلاع واسع للرأي أجراه مركز للدراسات في منطقة البترون ساحلاً ووسطاً وجرداً، الهدف منه استطلاع آراء المواطنين في الشأن الانتخابي المرتقب.
الاستطلاع، بحسب ما ذكرت المصادر خيـّر الناخبين بين لائحتين مكتملتين لقوى 14 آذار، الأولى من النائبين بطرس حرب وانطوان زهرا، والثانية من النائبين بطرس حرب وسامر سعاده.
وفي الجهة المقابلة خيـّر الاستطلاع الناخبين في لوائح 8 آذار بين لائحة أولى تضم الوزير جبران باسيل ومرشح تيار المرده المحامي وضاح الشاعر، والثانية تضم باسيل ونقيب الاطباء السابق فايق يونس، والثالثة تضم جبران باسيل ورجل الاعمال نزار يونس، ولائحة رابعة تضم الوزير باسيل والدكتور جورج مراد.
لوائح الثامن من آذار تضم ثابتاً هو الوزير باسيل، الذي يبدو نقطة الضعف الرئيسية في هذه اللوائح الأربع.
فالوزير باسيل خاض الانتخابات النيابية لدورتين متتاليتين في القضاء وفشل، إلا أنه مصر على معاودة الكرّة للمرة الثالثة وفي رصيده المزيد من الاخفاقات على مستوى التيار والقاعدة الشعبية أولاً وعلى مستوى تحالفاته السياسية ثانياً.
فعلى مستوى التيار والقاعدة الشعبية تشير المصادر البترونية الى أن الوزير باسيل أخفق في تكوين قاعدة شعبية أو في الحد الأدنى نواة قاعدة شعبية لا ترتكز على جوقة المنتفعين المباشرين والذين تتوزع ولاءاتهم السابقة بين تيار “المردة” وأنصار النائب السابق المرحوم يوسف ضو، في حين أن العونيين الذين ناضلوا في صفوف التيار بدأوا ينفضّون من حوله ومن حول عمه، ويتحولون الى تيار “المردة” أو الى مستقلين، بالتزامن مع تزايد الهمس بشأن الثروة المطردة للوزير باسيل في تيار “الاصلاح والتغيير”، والتي فاقت بتوقعاتها ما يمكن أن يتخيله الرفاق في التيار العوني، هذا فضلاً عن العقارات والمنازل الاثرية ووضع اليد على السوق الاثري في البترون، كل ذلك وسط دعوات لاعتماد الشفافية في البلاد وفي التيار على حد سواء.
اما على مستوى التحالفات السياسية، فالوزير باسيل نجح في شراء الخصومة مع أبرز الحلفاء المحتملين له، وهو رجل الأعمال نزار يونس، بعد أن أوقف باسيل العمل بعقد تطوير وتكبير معمل دير عمار لانتاج الطاقة، والذي كان التزامه قد رسا على شركة يونس (بوتيك) بوصفها وكيلة الشركة الاسبانية التي فازت بمناقصة العقد.
يونس يلخص علاقته بالوزير باسيل بالقول: “بيني وبين الوزير باسيل ما في شي، المشكلة بين شركتي وبين الوزارة التي يتولاها باسيل”.
وصولاً الى مطالبة العماد عون بالنسبية، تشير المصادر البترونية، الى أن إصرار العماد سوف يخلق اختلافاً بوجهات النظر بينه وبين الوزير سليمان فرنجيه، خصوصاً أن فرنجيه يعتبر أن وجود تياره في البترون سابق لوجود التيار العوني، وأن مرشحه المحامي وضاح الشاعر ينطلق من قاعدة حزبية لتيار “المردة”، تنتشر في أقضية البترون والكورة وزغرتا، وإذا ما تم اعتماد المشروع المختلط للنسبية على قاعدة دائرة تضم أقضية البترون الكورة زغرتا وبشري، فإن حضور المردة مضاعف قياساً الى حضور التيار العوني، وتالياً فإن حظوظ مرشح المرده وضاح الشاعر تفوق تلك التي لدى الوزير باسيل، ما سيضع الوزير والنائب فرنجية أمام خيار التخلي عن نائب محتمل فوزه بالنسبية لصالح الوزير باسيل، فتتقلص كتلة فرنجية نائباً هو في أمسّ الحاجة إليه.
وإلى ما سبق يتندر اهالي البترون بتلزيم “سد بلعه” للنظام الايراني، خصوصاً بعد شيوع نبأ وفاة المسؤول عن الإعمار في لبنان، الجنرال في الحرس الثوري الايراني حسن شاطري، ويؤكد أهالي البترون أنهم كانوا محقين في رفضهم تلزيم السد للايرانيين لأن هذا الأمر، وبعد مقتل الجنرال شاطري، كان سيعني بناء قاعدة للحرس الثوري الايراني في جرود البترون.
بالعودة الى الاستطلاع، تشير النتائج الى أن لائحة قوى 8 آذار التي تضم الوزير باسيل والمحامي وضاح الشاعر، هي الأكثر واقعية وقدرة على المنافسة، مع مرارة استبعاد المرشح العوني الدكتور جورج مراد لاستحالة وجود مرشحين اثنين من التيار العوني على اللائحة، خصوصاً أن الوزير باسيل كان وعد الدكتور مراد بأن يكون رفيقه على اللائحة في الدورة المقبلة لقاء انسحابه من السباق الانتخابي في الدورة الماضية.
ولأن هذا الأمر دونه صعوبات فلا بد أنه سينعكس سلباً على الأصوات المحتملة للوزير باسيل في جرد البترون.
أما في الجهة المقابلة، فيشير الاستطلاع الى أن قاعدة تيار “المستقبل” في القرى السنية ما زالت صلبة وهي تجاوزت نسبة 70% من المستطلعين، في حين أن اللائحة التي تضم النائبين بطرس حرب وانطوان زهرا ما زالت الأكثر شعبية.

اقرأ أيضاً بقلم جليل الهاشم (المستقبل)

الهادئ.. المتواضع.. المقنع

خيارات المسيحيين.. ما بعد بعد انتخاب عون

عن خطايا وأخطاء الثنائي المسيحي.. بلدياً

إهدن وبشري .. ووصايا مار مارون

الحراك… ما له وما عليه

إلى أين يقودنا الجنرال؟!

انقسام مسيحي على الأولويات

«اسمحلنا بالشارع».. قالت الكنيسة للجنرال

هل يقبل «الجنرال» برئاسة «الحكيم» إذا «خذلته» الاستطلاعات؟

الفاتيكان وروسيا وفرنسا على خط الرئاسة

قراءة مسيحية في «إعلان النيّات»

مراجعة للنبض المسيحي تجاه رفيق الحريري

«وصيّتي إلى الموارنة».. لبنان بين الروحي والوطني

بكركي تؤكد موقعها الوطني

شروط الجنرال لتسهيل التمديد والتشكيل: “الطاقة” وقيادة الجيش

انتخابات المتن… اللعبة التقليدية “تقيّد” تشكيل اللوائح