وماذا بعد؟

وسام القاضي

يعيش المواطنون في لبنان حالة فريدة من نوعها، لم يشهد بلد في العالم أو شعب عبر العصور أوضاعا سياسية وإقتصادية وخدماتية ومعيشية كما يحدث في أيامنا هذه على الساحة اللبنانية.

لمن نتذمر وعلى من نتذمر وبماذا نتذمر، على دولة لا شكل لها ولا مضمون، على مؤسسات الدولة التي إهترأت وهرمت وضربها سوس الفساد من أعماقها، أم على مجلس نيابي هو أشبه بحلبة مصارعة سياسية، فالتشريع غائب كليا وفي الأصل لا يوجد رجالات تشريع كما هو في الدول المتطورة بل هنالك رجال سياسة يقرون قوانين ومن ثم يعدلونها ومن ثم يلغونها ولا من حسيب أو رقيب.

تصدر بعض التقارير عبر الصحف عن إنخفاض معدل الحركة التجارية الداخلية، وعن إنخفاض معدل الحركة السياحية إلى لبنان، وكما هو معروف أن إقتصاد لبنان يعتمد على السياحة والتجارة في الدرجة الأولى، ولكن لا أحد يكترث لهذه التقارير، ولم نشهد إنعقاد مؤتمر أو إجتماع أو حتى أي لقاء لبحث خطورة هذا الوضع، طبعا لأن السياسيين في لبنان مشغولون بالتطورات السورية وبمواجهة إسرائيل وبالأحداث العراقية، وبما يدور من صراع في اليمن، وربما وصولا إلى الوضع الأفغاني.

وماذا بعد؟ على ماذا سيخاف الشعب اللبناني، فالمياه يشتريها ثلاث مرات ويدفع فاتورة الكهرباء مرتين، والهاتف عدة فواتير، أما سياراته فتدخل التصليح عدة مرات في ظل طرقات لا تسلك بعضها الدواب، مع العلم أن الدولة تستوفي رسوم الميكانيك والتي هي في الأساس لإصلاح شبكة الطرقات.

أما ما هو صالح أو غير صالح من مواد غذائية أو أدوية، فهذا عرضة لحظ المواطن، لأن الرقابة في الدولة هي تبعا لرقابة رجال السياسة، وبالتالي كما ذكرت أنهم منشغلون برقابة الأوضاع الخارجية وليسوا قادرين على الإهتمام بشؤون المواطنين.

أما موضوع المقيمين في لبنان من لاجئين فلسطينيين إلى نازحين سوريين مرورا بالعمالة الأجنبية من خدم وعمال أثيوبيين وسيرلنكيين وفيليبيين إلى ما هنالك من تنوع أممي فأصبحوا يشكلون أعدادا ربما إن لم تفوق عدد اللبنانيين حاليا فإنها ستفوقهم قريبا، وقد يكون من الأفضل تعيين أمين عام للبنان بدل رئيس للجمهورية، كون الدولة اللبنانية لا تستطيع الحد من هذا التدفق أو تنظيمه بشكل مدروس، ولهذا لهؤلاء حقوق قد يطالبون بها يوما ما على حساب حقوق الشعب اللبناني.

وماذا بعد؟ صرخة حرقة وألم في نفوس اللبنانيين؟ أما من ضمير حي أو رؤية مستقبلية في ظل الأخطار المحدقة والكبيرة في المنطقة لدى من يدعون العمل السياسي في لبنان. إن كافة الأحزاب في العالم المتطور، من اليمين إلى اليسار تتلاقى عندما تتعرض دولها لخطر يمس بكيانها. أما في لبنان فمعظم  الاحزاب تغني على ليلاها الطائفي وإرتباطه الخارجي. فيبرر ما يقوم به ويرفض ما يقوم به الآخر. لا وجود لإنتماء وطني في لبنان، ولو كان هذا الشعور موجودا في المجلس النيابي أقله، لكانوا شرعوا بإنتخاب رئيس للجمهورية، لكن الضمائر غائبا كليا عن الوطنية، تلك الكلمة التي يتاجرون بها على حساب وضع ومستقبل ما بقي من الشعب اللبناني.

اقرأ أيضاً بقلم وسام القاضي

كتاب مفتوح إلى السيد حسن نصرالله

ويبقى المقدم شريفاً في ذكراه السنوية

المرحلة الجديدة تتطلب تغييراً جذرياً بأسلوب العمل

عندما يرتقي التقدميون الإشتراكيون الى مستوى المرحلة

ما بين التوريث السياسي والوراثة الإقطاعية

زهرة على ضريح المعلم

قوة لبنان في حياده!

تقاطع المصالح والحسابات الخاصة

عودة الثنائيات وشد العصب!

الرقص على حافة الهاوية 

يوم الوفاء

وطن على شفير الهاوية

الجمعية العامة للحزب في ظل ما يحيط بالمنطقة من أجواء ملتهبة

الدور الوطني للحزب التقدمي الإشتراكي

التمثيل الصحيح بالعدل في حقوق المواطنين

النسبية قناع للنفوذ المذهبي المتشدد

تقسيم السلطة أخطر من تقسيم الوطن

أزمة النظام اللبناني بعد رفض المثالثة!

الإستقلال المكبَل بالإرتهان!

ذكرى ثورة فكرية في عصر التخلف والإنحدار