الدور الوطني للحزب التقدمي الإشتراكي

وسام القاضي

في ظل الهجمة الشرسة على ما يطرحه رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط من هواجس فيما يتعلق بقانون الإنتخاب، وفي ظل محاولة تطويقه وعزله سياسيا تحت شعار رفضه للنسبية، وكأن النسبية هي الخيار الديمقراطي السليم، لا بد من الإضاءة على بعض النقاط الأساسية في تاريخ الحزب التقدمي الإشتراكي ومسيرته الطويلة التي كان فيها رأس الحربة في الحفاظ على لبنان كدولة سيدة حرة مستقلة ديمقراطية، في الحرب وفي السلم على حد سواء.

ليس مستغربا أن يضم الحزب في صفوفه عناصر وقيادات من كافة المناطق اللبنانية ومن كافة الطوائف، كما أنه في نفس الوقت عينه ليس مهينا أن تكون غالبية جماهير الحزب هي من الطائفة التوحيدية الكريمة، فالحزب على خلاف بعض الأحزاب الكبيرة في البلاد قد إستقطب الدروز وجذبهم إلى خطه السياسي وكان هذا زخم كبير في دوره وعمله، بينما أحزاب كبيرة الحجم سارت خلف طوائفها لتقوى بهم، فلحقت بالخطاب الطائفي والمذهبي وأصبحت الناطقة بإسم أبناء ديانتها، تطالب بحقوقهم، بدل أن تجيرهم إلى الخط الوطني حيث يكون لبنان هو الهدف كدولة وليس الطائفة.

فالحزب التقدمي الإشتراكي والذي أسسه كوكبة من المثقفين من كافة الطوائف إلى جانب المعلم الشهيد كمال جنبلاط قام بثورة 1958 لرفض دخول لبنان في حلف بغداد ودفع الثمن آنذاك حين حاولوا محاصرته طائفيا عندما جيرها البعض وصورها على أنها حربا على المسيحيين، وحرب الجبل الذي قادها الزعيم وليد جنبلاط دفاعا عن عروبة لبنان ووحدته ودفع ثمنها مجددا بالمحاصرة طائفيا حين جيرها البعض على أنها لتهجير المسيحيين، هذا الحزب ما زال يتعرض لنفس الهجمات عبر كافة العهود لحصره وإبقائه ممثلا لطائفة الموحدين الدروز، فممنوع على وليد جبلاط أن يسعى لترقية أي موظف أوتعيين موظفين غير الدروز، وممنوع عليه المطالبة بوزير غير درزي، وممنوع عليه المطالبة بحصة نيابية غير درزية، لإغنتشار الحزب على صعيد الوطن لا يعترف به داخل النظام اللبناني ويريدون حصره داخل طائفة زعيم الحزب.

ثوار 1958

ومن جهة أخرى يستمرون في محاولة التطويق من خلال إعتماد قانون إنتخابي يتحكمون به في إختيار نواب الجبل وفق مشيئتهم، فالنسبية التي يتحدثون عنها يتمسكون بها لأنهم يتلطون خلف عديد طوائفهم، فبالتكليف الشرعي على سبيل المثال يأخذون الناخبين إلى أي إتجاه إنتخابي يريدونه، وبالتالي يقطعون الطريق على أية منافسة ديمقراطية.

إن النسبية تطبق في دول تحترم أسس ومفاهيم الديمقراطية، لدى شعوب تتمتع بوعي بعيد عن أي تكليف شرعي أو ما شابه، في أنظمة يتساوى فيها المواطنون بكافة الحقوق والواجبات، في دول يشعر فيها المواطنون أنهم جميعا أبناؤها، ولا من أبناء ست وأبناء جارية. إن بريطانيا التي أطلقت مفهوم الديمقراطية تعتمد بنظامها الإنتخابي على الأكثري وليس على النسبي.

إذا أرادوا تطبيق النسبية، فعليهم قبولها بكافة التوجهات والقرارات التي يقدمون عليها في حكم البلاد، وبالتالي يصبح هنالك حق الفيتو لأي طائفة في لبنان لأنها شريكة في هذا الوطن، وليقبل الجميع بالمشاركة الحقيقية في الحكم بالإجماع.

المعلم كمال جنبلاط

كفى هرطقة وكفى خداع تذهبون بالبلاد إلى الإنقسام الطائفي حيث كل حزب يتلطى خلف الطائفة التي يمثلها، وفي نفس الوقت تتحدثون عن الإنتماء الوطني وتقوون بالإنتماء المذهبي،  إن خطاب الحزب التقدمي الإشتراكي هو الخطاب الوطني الجامع الذي لا يتلطى خلف أي طائفة حتى لا يتلطى خلف طائفة الموحدين الدروز بأي مطلب مذهبي، بل دفع بالطائفة التوحيدية إلى سلوك طريق العروبة وصون لبنان عبر التاريخ بفضل عقيدة ومبادىء المعلم الشهيد كمال جنبلاط وحكمة ووعي الرئيس وليد جنبلاط، وهذه الطائفة التوحيدية وفي سبيل الخط الوطني اللاطائفي دفعت الثمن باهظا من خيرة أبنائها وما زال النظام اللبناني يتعاطى معها وفق المعيار العددي، وما زالت وفية لزعامة المختارة لأن هذه الزعامة أثبتت دورها الوطني والقومي والعربي.

اقرأ أيضاً بقلم وسام القاضي

كتاب مفتوح إلى السيد حسن نصرالله

ويبقى المقدم شريفاً في ذكراه السنوية

المرحلة الجديدة تتطلب تغييراً جذرياً بأسلوب العمل

عندما يرتقي التقدميون الإشتراكيون الى مستوى المرحلة

ما بين التوريث السياسي والوراثة الإقطاعية

زهرة على ضريح المعلم

قوة لبنان في حياده!

تقاطع المصالح والحسابات الخاصة

عودة الثنائيات وشد العصب!

الرقص على حافة الهاوية 

يوم الوفاء

وطن على شفير الهاوية

الجمعية العامة للحزب في ظل ما يحيط بالمنطقة من أجواء ملتهبة

التمثيل الصحيح بالعدل في حقوق المواطنين

النسبية قناع للنفوذ المذهبي المتشدد

تقسيم السلطة أخطر من تقسيم الوطن

أزمة النظام اللبناني بعد رفض المثالثة!

الإستقلال المكبَل بالإرتهان!

ذكرى ثورة فكرية في عصر التخلف والإنحدار

ماذا عن اليوم التالي للإنتخابات؟