كتاب مفتوح إلى السيد حسن نصرالله

وسام القاضي

بكل مودة وإحترام وكمواطن شاء القدر أن أخلق في لبنان في زمن التجاذبات الإقليمية والدولية، أتقدم من أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بهذه الكلمات، إنطلاقا من الفسحة المتبقية لنا من الديمقراطية في بلد مقسم مذهبيا وطائفيا، وحيث من الصعب انتقاد أي زعيم لطائفة كي لا نثير غضب الطائفة المنتمي لها.

في إطلالتك الأخيرة خاطبت اللبنانيين بشكل عام، مع توجيهك للعديد من الرسائل لبعض السياسيين بشكل مباشر، وكنت تعتبر أن ما تطلبه هو عين الصواب ولن يمر أمر في لبنان إذا كان حزب الله يرفضه وأنتم قادرون على تعطيل البلاد سنوات إذا أردتم ذلك، ولا أحد من اللبنانيين يشك في قدرتكم العسكرية أو الجماهيرية ولكن السؤال الذي يطرح، وماذا بعد؟

لقد حصل حزب الله على جمهور واسع من الطائفة الشيعية المؤيدة لنهجه، كما هنالك بعض الشخصيات من طوائف أخرى متحالفة معه لسبب أو لآخر، فهل هذا هو تمثيل لبنان، بالطبع لا، هل تلك الشخصيات تمثل غالبية مذاهبها لتعطي التغطية لنهج حزب الله، بالطبع لا. أما الفارق فإن الغالبية الكبرى الغير منتمية لجمهور حزب الله تزداد تطرفا ضد حزب الله، حيث أن السياسة هي القوت اليومي للمواطن اللبناني ولبنان بمساحته الصغيرة مكشوف أمام الرأي العام.

إن الثابت هو الحجم الكبير الذي وصل اليه جمهور حزب الله، وهذا الثابت لن يزيد فهذا حدوده عند الغالبية الكبرى من الطائفة الشيعية وبعض الحلفاء الدائرين في الفلك الإيراني – النظام السوري، ولكن هذا ليس لبنان، لبنان ال 17 مذهبا، لبنان الذي لم يستطع أي جيش في العالم أن يبقى فيه إلى الابد، لبنان التنوع الثقافي أو الحضاري.

لن يكتسب حزب الله إلا المزيد من الحقد والكراهية من غالبية اللبنانيين، إذا كانت خياراته في دعم شيعة البحرين، وشيعة العراق وشيعة باكستان على حساب لبنان دولة وشعبا وكياناً. ما هم المواطن اللبناني فيما يجري في اليمن إذا كانت الحالة الإقتصادية في لبنان على شفير الهاوية، ما هم المواطن اللبناني بالوضع العراقي إذا كان لا يستطيع تعليم أولاده أو شراء مسكن أو دخول مستشفى، ما هم المواطن اللبناني بما يدور من صراع بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإيرانية إذا كان لا ينعم بالماء والكهرباء والطرقات.

لا يمكن الإستمرار بالتهديد والوعيد والتهجم على دول الخليج والغرب وبلدنا يغرق في أزمة إقتصادية، ونفتقد للحد الأدنى من مقومات الدولة، لا يمكن التهديد في كل مرة بإستمرار الفراغ الرئاسي أو الفراغ النيابي أو الفراغ الحكومي، هذا لن يجدي نفعا إلا حصد البغض المتواصل من الشريك في الوطن.

لقد أثبت تاريخ لبنان أن الحوار والتلاقي على الخطوط المشتركة هو الحل، ومن المستحيل أن يتفرد طرف بإملاء قراراته ورأيه مهما تعاظمت قوته. إن لبنان هو التنوع بكافة ألوانه، والقوة هي كعجلة الدولاب في دورانها وبالتالي لا يجب الإرتكاز عليها.

نتمنى تحكيم العقل والتعقل وعدم جر البلاد إلى خطاب الشارع لكي لا نصل إلى أمور لا تحمد عقباها، وعندما تغرق السفينة فإنها تغرق بطاقمها وركابها أجمعين.

(الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم وسام القاضي

ويبقى المقدم شريفاً في ذكراه السنوية

المرحلة الجديدة تتطلب تغييراً جذرياً بأسلوب العمل

عندما يرتقي التقدميون الإشتراكيون الى مستوى المرحلة

ما بين التوريث السياسي والوراثة الإقطاعية

زهرة على ضريح المعلم

قوة لبنان في حياده!

تقاطع المصالح والحسابات الخاصة

عودة الثنائيات وشد العصب!

الرقص على حافة الهاوية 

يوم الوفاء

وطن على شفير الهاوية

الجمعية العامة للحزب في ظل ما يحيط بالمنطقة من أجواء ملتهبة

الدور الوطني للحزب التقدمي الإشتراكي

التمثيل الصحيح بالعدل في حقوق المواطنين

النسبية قناع للنفوذ المذهبي المتشدد

تقسيم السلطة أخطر من تقسيم الوطن

أزمة النظام اللبناني بعد رفض المثالثة!

الإستقلال المكبَل بالإرتهان!

ذكرى ثورة فكرية في عصر التخلف والإنحدار

ماذا عن اليوم التالي للإنتخابات؟