الجمعية العامة للحزب في ظل ما يحيط بالمنطقة من أجواء ملتهبة

وسام القاضي

تنعقد الجمعية العامة للحزب في نهاية الأسبوع ضمن سلسلة متغيرات في السياسة الدولية بعد وصول ترامب إلى الببت الأبيض، وفي ظل الإقتتال المتنقل في بعض الدول العربية والتي تتطاير شظاياه على الساحة اللبنانية، ووصولا إلى الوضع الداخلي اللبناني حيث يحاول البعض إقتناص الفرصة المناسبة لتطويق وعزل الحزب التقدمي الإشتراكي من خلال ما يسمى بالقوانين الإنتخابية لتصفية حسابات قديمة، هي أبعد ما تكون عن المصلحة الوطنية وعن مفهوم العيش المشترك في البلاد.

فمحاولات البعض الإستفادة من مفهوم المشاركة في الحكم، جعلتهم يذهبون بعيدا في حلمهم حيث يعتقدون أنه بدعم بعض الطفيليين والطارئين على العمل السياسي يستطيعون التغلغل ما بين جماهير الحزب في الجبل وخلق حالة إعتراضية على الحزب وعلى تراثه وتاريخه العريق، وفاتهم أن تاريخ أبناء الجبل هو تاريخ حافل بالوفاء والإخلاص والتضحية لمن صان كرامتهم وحمى عرضهم ودافع عن أرضهم، كل تلك التضحيات والمواجهات في تاريخ الحزب  ليبقى لبنان عربي وطني خارج الأحلاف المشبوهة.

من هنا فإن التضامن والتكاتف في صفوف الحزب هو الأساس ومهما إختلفت الآراء حول بعض التفاصيل اليومية فإنها يجب ان تشكل المفهوم الصحيح للتنوع ضمن الوحدة، وتاريخ الحزب منذ نشأته عام 1949 شهد محاولات عديدة لتطويقه ومحاربته لكنه كان يخرج دائما منتصرا وصامدا بفضل قيادته الحكيمة ووحدته الداخلية وإلتفاف جماهيره حول خطه ومسيرته النضالية التي لا تشوبها شائبة.

PSP1

وعليه فإن التنافس الديمقراطي ضمن البيت الواحد هو من أجل إضفاء الوجه التجددي الإستمراري للحزب، وهنالك إرتباط وثيق بين كافة الأجيال في الحزب ولا يمكن أن يطغى دور جيل على آخر، والعمل المباشر متاح أمام الجميع، فلتأخذ اللعبة الديمقراطية مداها، وليترك هذا الحيز الصغير من الديمقراطية للرفاق في حسن الإختيار، وفي النتيجة لن يكون هنالك منتصر ولن يكون هنالك خاسر ضمن البيت الواحد، ففي الحالتين سيخرج الحزب منتصرا بأعضائه في ظل الوعي والمناقبية الحزبية التي يتمتعون بها، فكثيرون ممن كتبوا التاريخ سقطوا في بعض أنواع الإنتخابات وبقي دورهم ساطعا، وكثيرون ممن فازوا ببعض أنواع الإنتخابات ذهبوا دون أن يتركوا أية بصمة على صفحات التاريخ، لكن الحياة تستمر وكما قال المعلم الشهيد كمال جنبلاط :” من يتوقف عن النضال كمن يتوقف عن الحياة”.

من هنا فإن إنعقاد الجمعية العامة للحزب هو لإعطاء زخم للأمام في إستمرار العمل المباشر لمواجهة التحديات، وهنالك أطراف عديدة تضمر الشر للحزب بسبب مواقفه الشجاعة والجريئة التي سار بها منذ تأسيسه، والتصدي لها يكون بالوحدة الداخلية والتماسك، والإبتعاد عن صغائر الأمور وعن الأنانية الذاتية.

 إن المتغيرات التي بدأت في الظهور على الساحة الدولية منذ الأسبوع الأول لإستلام ترامب مقاليد السلطة في الولايات المتحدة الأميركية، سيحدث إنقلابا كبيرا وربما سيؤدي ذلك إلى توترات عديدة وحروب إقليمية قد تؤثر سلبا على الوضع اللبناني برمته. خاصة وأننا نعيش في ظل بركان كبير في الشرق الأوسط تتطاير حممه وقد تصل إلى كل المناطق اللبنانية عاجلا أم آجلا.

(*) رئيس جمعية كمال جنبلاط الفكرية

اقرأ أيضاً بقلم وسام القاضي

كتاب مفتوح إلى السيد حسن نصرالله

ويبقى المقدم شريفاً في ذكراه السنوية

المرحلة الجديدة تتطلب تغييراً جذرياً بأسلوب العمل

عندما يرتقي التقدميون الإشتراكيون الى مستوى المرحلة

ما بين التوريث السياسي والوراثة الإقطاعية

زهرة على ضريح المعلم

قوة لبنان في حياده!

تقاطع المصالح والحسابات الخاصة

عودة الثنائيات وشد العصب!

الرقص على حافة الهاوية 

يوم الوفاء

وطن على شفير الهاوية

الدور الوطني للحزب التقدمي الإشتراكي

التمثيل الصحيح بالعدل في حقوق المواطنين

النسبية قناع للنفوذ المذهبي المتشدد

تقسيم السلطة أخطر من تقسيم الوطن

أزمة النظام اللبناني بعد رفض المثالثة!

الإستقلال المكبَل بالإرتهان!

ذكرى ثورة فكرية في عصر التخلف والإنحدار

ماذا عن اليوم التالي للإنتخابات؟