لا أمل بخروج لبنان من الازمة في المدى المنظور

وسام القاضي

استنفذ رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط كل الوسائل لتدوير الزوايا وتقريب وجهات النظر وازالة العراقيل أمام تشكيل الحكومة العتيدة، لكن لم تلق حركته المكوكية أي صدى لدى البعض الذي لم يتخذ قرارا نهائيا بالشروع في دخول حكومة تتشارك فيها كل الاطراف على طاولتها، فما من فريق في لبنان الا ويأخذ توجيهاته أو قراراته من الخارج، وإذا ظن بعض اللبنانيون أن الانفراج أتى بمجرد تلاقي الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الروسي على ملفي الاسلحة الكيماوية في سوريا والنووي الايراني فهم مخطئون، لأن المصالح الدولية أبعد مما يرى البعض، فإيران التي يهمها كثيرا الانتهاء من أزمة ملفها النووي من أجل فك الحصار الاقتصادي عنها، تتطلع بالوقت نفسه إلى بسط نفوذها على منطقة الشرق الاوسط، وإستعادة أمجاد النفوذ الفارسي، أقله أسوة بالمملكة العربية السعودية، أو تركيا أومصر.

عندما تم استبعاد ايران عن جنيف 2 اعتقد البعض أن ايران أصبحت خارج الحلبة، فأتاهم الرد مباشرة من وزير خارجية ايران ظريف الذي قال :”نحن لم نطلب من حزب الله الدخول الى سوريا” وبالتالي فهو يقولها لمن يعنيهم الأمر لكي يتفضلوا ويحاوروا حزب الله من أجل أن يخرج من سوريا بمعزل عن تدخل ايران، فإيران ليس لها علاقة كما يدعي ظريف وعليكم ايجاد الحل. لقد أمسكهم باليد التي تؤلمهم، وترك لبنان يتخبط في أزمته الحكومية، فبعد الاشارات الايجابية والواضحة والتي أطلقها حزب الله في دخول حكومة 8-8-8 وأتى الرد الايجابي من الرئيس سعد الحريري أمام مقر المحكمة الدولية لملاقات الطرف الآخر في حكومة وفاقية، ظهر تحرك العماد عون ليوقف عجلة إطلاق الحكومة، مع العلم أن مبدأ المداورة أتى بالدرجة الأولى من مقر الرئيس بري في عين التينة، وبالتالي هل يعقل أن حزب الله حين فوض الرئيس بري بإجراء التسوية، لم يأخذ بعين الاعتبار موقف العماد عون وتمسكه بوزارتي الطاقة والاتصالات؟ سؤال تبدو الاجابة عليه واضحة كليا إذا تمت قراءة مجريات الأحداث والمفاوضات الجارية حاليا لايجاد حل للمشكلتين السورية والايرانية على حد سواء.

لقد كان لبنان دوما ورقة تتناقلها القوى الاقليمية من أجل تحسين شروطها في التسويات الدولية، والساحة اللبنانية كانت دوما موقعا لتوجيه الرسائل من هنا وهناك، والشعب اللبناني كان دوما وقودا لحروب الآخرين على أرضه. وكما تبدو الأمور سائرة فإن الوضع ما زال معقدا ولا يتعلق بإعطاء هذه الوزارة لهذا الفريق أو ذاك، ولا بهذا الاسم أو ذاك، إن المسألة هي أن الوضع في لبنان سيبقى تحت المراوحة ضمن إيقاع معين حتى ولو حصل الفراغ على كافة مواقع الدولة دون إستثناء، فقرار التفجير لم يتخذ بعد كما أن قرار الحل لم يبصر النور، وبالتالي سيبقى الشعب اللبناني بكل فئاته وقودا لهذه المرحلة، فمن يقدر له الصمود والنجاة يحيا ومن تصادفه متفجرة من هنا أو إصابة من هناك يكون قدره المحتوم في بلد لم يعد بوطن لأن بعض قيادات شعبه فضلت الانتماء لمذاهبها داخليا وخارجيا عوضا عن الانتماء لدولتها.

اقرأ أيضاً بقلم وسام القاضي

كتاب مفتوح إلى السيد حسن نصرالله

ويبقى المقدم شريفاً في ذكراه السنوية

المرحلة الجديدة تتطلب تغييراً جذرياً بأسلوب العمل

عندما يرتقي التقدميون الإشتراكيون الى مستوى المرحلة

ما بين التوريث السياسي والوراثة الإقطاعية

زهرة على ضريح المعلم

قوة لبنان في حياده!

تقاطع المصالح والحسابات الخاصة

عودة الثنائيات وشد العصب!

الرقص على حافة الهاوية 

يوم الوفاء

وطن على شفير الهاوية

الجمعية العامة للحزب في ظل ما يحيط بالمنطقة من أجواء ملتهبة

الدور الوطني للحزب التقدمي الإشتراكي

التمثيل الصحيح بالعدل في حقوق المواطنين

النسبية قناع للنفوذ المذهبي المتشدد

تقسيم السلطة أخطر من تقسيم الوطن

أزمة النظام اللبناني بعد رفض المثالثة!

الإستقلال المكبَل بالإرتهان!

ذكرى ثورة فكرية في عصر التخلف والإنحدار