حقد أعمى دمر لبنان

وسام القاضي

     أعادت المحكمة الدولية الخاصة بإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وباقي الشهداء أذهان اللبنانيين سنين الى الوراء، وتحديدا الى اليوم المشؤوم في 14 شباط 2005، فمع انطلاق عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ولأول مرة في تاريخ هذا البلد، شاهد الشعب اللبناني بكل فئاته التفاصيل الدقيقة والثابتة لعمليات الرصد والمراقبة لتحركات الرئيس الشهيد الحريري وصولا الى لحظة التفجير.

        فالاغتيال الذي نفذ بهذا الكم الهائل من المتفجرات نابع عن حقد كبير وكراهية عمياء، أراد المخططون فيه أن لا يبقى أي أمل بنجاة موكب الحريري، أي أن قرار الاغتيال اتخذ ليس لتوجيه رسالة بل لتغيير جذري في الوضع الداخلي اللبناني، وترجم هذا الحقد الاعمى كذلك في إختيار المنطقة التي هي مدخل السوليدير، تلك المنطقة التي حولها الرئيس الشهيد من الركام والدمار الناتج عن الحرب اللبنانية إلى بناء وإنماء أعاد الحياة لبيروت القديمة، وكأنهم بحقدهم هذا يقولون له ندمرك وندمر انجازاتك، وهم بالتالي يدمرون لبنان في الصميم.

        قد يختلف البعض مع السياسية الاقتصادية التي اعتمدها الرئيس الشهيد وتحديدا حول أولويات البرنامج الاقتصادي الذي اعتمده إضافة إل توسيع دائرة الانماء المتوازن، لكن ما من أحد يستطيع إنقاص أهمية هذا الرجل التاريخي الذي أعاد ثقة العالم بلبنان ومستقبله، لقد دخل بالعمل في الشأن العام في لبنان من خلال العلم والثقافة والاعمار ولم يدخله من باب الميليشيات أو التقاتل في الحرب، وكان يتمتع بمصداقية كبيرة في إنجاز أعماله بالوقت والجودة في الاماكن الذي عمل فيها في الخارج، وهذا الذي ساهم في أن يصبح من كبار رجال الاعمال، حيث نال ثقة المستثمرين.

        وانطلاقا من نجاحه في أعماله دخل العمل السياسي من بابه العريض، وحيث فشل الآخرون في مد جسور علاقات دولية مع لبنان وفتح الأسواق اللبنانية أمام المستثمرين، كان النجاح ملازما له وذلك وفق حركة مكوكية جعل من لبنان بالرغم من صغره موجودا في المحافل الدولية، وهذا بالطبع أزعج عهد الوصاية على لبنان من النظام السوري وحلفائه في لبنان، الذي كان يفرض منطق تلازم المسارين ليبقي لبنان رهينة بيد النظام السوري، وإذا كانت هذه الدقة في التحضير وتنفيذ هذا الاغتيال بالشكل الذي ورد في كلام الادعاء، فهذا يشير بالطبع إلى مدى قوة القرار الذي اتخذ وعلى أعلى المستويات، وبالطبع اذا كان التنفيذ لبنانيا ففيه خيوط أساسية خارجيا. ولا يمكن لهذا المخطط أن ينفذ دون أن يكون له سقفا خارجيا يموله ويدعمه.

        إنها لحظة العدالة من أجل الحقيقة لا من أجل الانتقام كما ذكر الرئيس سعد الحريري في لحظة خشوع أمام ذكرى المصاب الأليم، ولا بد من أن يدرك كل من تخوله نفسه على التصفية الجسدية أمام عجزه عن التنافس الديمقراطي، بأن هذا الاسلوب يدمر ولا يؤسس لمستقبل، وليس العديد والعتاد هما الأساس بالوجود بل الايمان بحقيقة وعدالة وجود الانسان على الارض هو الاساس، ومهما غيمت السماء فالشمس تبقى مشمسة وساطعة وهكذا الحقائق لا يطويها الزمن مهما طال.

اقرأ أيضاً بقلم وسام القاضي

كتاب مفتوح إلى السيد حسن نصرالله

ويبقى المقدم شريفاً في ذكراه السنوية

المرحلة الجديدة تتطلب تغييراً جذرياً بأسلوب العمل

عندما يرتقي التقدميون الإشتراكيون الى مستوى المرحلة

ما بين التوريث السياسي والوراثة الإقطاعية

زهرة على ضريح المعلم

قوة لبنان في حياده!

تقاطع المصالح والحسابات الخاصة

عودة الثنائيات وشد العصب!

الرقص على حافة الهاوية 

يوم الوفاء

وطن على شفير الهاوية

الجمعية العامة للحزب في ظل ما يحيط بالمنطقة من أجواء ملتهبة

الدور الوطني للحزب التقدمي الإشتراكي

التمثيل الصحيح بالعدل في حقوق المواطنين

النسبية قناع للنفوذ المذهبي المتشدد

تقسيم السلطة أخطر من تقسيم الوطن

أزمة النظام اللبناني بعد رفض المثالثة!

الإستقلال المكبَل بالإرتهان!

ذكرى ثورة فكرية في عصر التخلف والإنحدار